ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 172
(146-253)

المنتظمات الفصيحات، وبكلمات اجهزتها وجوارحها، واعضائها، والاتها المكملة البليغات، بشهادة عظمة إحاطة حقيقة الايجاد والصنع، والابداع، بالارادة، وحقيقة: التمييز والتزيين، بالقصد. وحقيقة: التقدير والتصوير، بالحكمة مع قطعية دلالة حقيقة: فتح جميع صورها المنتظمة المتخالفة المتنوعة غير المحصورة من بيضاتٍ وقطراتٍ متماثلة متشابهة محصورة محدودة].
* * *
ثم اراد هذا السائح المتأمل ان يدخل عالم الانسان ودنيا البشر كي يمضي صعداً في مراتب غير محدودة للمعرفة الإلهية ويرقى درجة أعلى في أذواقها، ومنزلة أسمى في أنوارها غير المتناهية، وعندها دعته الى الدخول صفوة البشر أولاً وهم (الانبياء عليهم السلام) فدخل ومضى يسبر غور الازمان قبل كل شئ فرأى ان جميع الانبياء عليهم السلام وهم خيرة نوع البشر وأكملهم قاطبة، يذكرون بلسان واحد ويرددون معاً بالاجماع (لا إله إلاّ هو) وهم جميعاً يدعون الى التوحيد الخالص بقوة ما لايحد من معجزاتهم الباهرة المصدّقة لهم ولدعواهم، ورأى انهم جميعاً يدعون البشرية الى الايمان بالله لاخراجها من مرتبة الحيوانية، ورفعها الى درجة المَلَك؛ لذا فقد جثا السائح على ركبتيه بأدب جم وتوقير عظيم في أروقة تلك المدرسة النورانية، ورأى أن بين يدي كل من اولئك الائمة الهداة الاعلام للبشرية معجزات وخوارق هي علائم تصديق لهم من لدن رب العالمين سبحانه.. وانه قد تكونت طائفة عظيمة وأمة غفيرة مصدّقة من البشر دخلت حظيرة الايمان بتبليغ كل منهم.. لذا تمكن السائح من قياس مدى قوة التوحيد ورصانته، تلك الحقيقة التي اتفق عليها اولئك الصادقون الذين يربون على مائة ألف.. وفهم كذلك مدى الخطأ الجسيم والجناية الكبرى التي يرتكبها اهل الضلالة المنكرون لتلك الحقيقة الراسخة التي تملك هذه القوة والتي صدّقها وأيدها هذا العدد من المخبرين الصادقين وأثبتوها بمعجزاتهم التي لا تحد.. وادرك

لايوجد صوت