ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 726
(714-806)

وهكذا فمن لايؤمن بمثل هذا المتصرف للامور ، المدبر الرحيم، والرب الحكيم، والذي بيده الخير، وله مقاليد كل شئ، ويضل ضلالا بعيدا، ليس له الاّ النار التي تستعر وتغضب حتى ﴿تكاد تميز من الغيظ﴾ (الملك: 8) كما قال تعالى. فتقول جهنم بلسان حالها: انه يستحق عذابى الخالد فليس هو اهل للرحمة.

الكلمة العاشرة : وهي (وهو على كل شئ قدير)
ان اشارة مختصرة جدا ً الى ما فيها من حجة هي:
ان كل ذي شعور يأتي الى هذه الدنيا المضيف، ويفتح عينه يرى:
قدرة تمسك الكون كله في قبضتها، وتضم علماً ازلياً مطلقاً لايضل ولاينسى وحكمة سرمدية لاعبث فيها اطلاقاً وتشمل عناية بالغة، بحيث تجعل كل فرد من افراد جيش الذرات منجذباً جذبة مولوية، فتستخدمها في وظائف شتى، وتجرى في اللحظة نفسها الكرة الارضية في دائرة واسعة تبلغ مسافتها اربعة وعشرين الف سنة في سنة واحدة وتديرها كالعاشق المولوى المجذوب بالقانون نفسه.
واذ هي تجلب محاصيل المواسم الى الحيوانات والانسان، تجعل بالقانون نفسه في اللحظة نفسها الشمس مكوكاً ودولاباً وتديرها في مركزها دوران منجذب عاشق ايضاً مسخرة النجوم السيارة التي هي افراد جيش المنظومة الشمسية في خدمات ووظائف جليلة بكمال الميزان والانتظام.
وان القدرة نفسها تكتب بقانون الحكمة نفسها في اللحظة نفسها مئات الالوف من الانواع على صحيفة الارض كافة، والتي كل منها بمثابة مئات الالوف من الكتب، تكتبها معاً ومتداخلة، وبلا التباس ولاسهو، مظهرة بها الوف نماذج الحشر الاعظم.

لايوجد صوت