ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 747
(714-806)

وتعريف لربه الجليل. هذا النبى الكريم ضرورى كضرورة الشمس لهذا الكون؛ إذ هو استاذ البشرية الأكبر، ونبيها الاعظم y، وفخر العالم، القمين بخطاب (لولاك لولاك لما خلقت الافلاك) (1). وكما ان حقيقته - اى الحقيقة المحمدية - هى سبب خلق العالم، ونتيجته وأكمل ثمراته. كذلك تتحقق بها وبالرسالة الأحمدية الكمالات الحقيقية للكائنات قاطبة، اذ تصبح مرايا باقية للجميل الجليل السرمدى تعكس تجليات صفاته الجليلة، وآثاره القيّمة الموظفة لدى أفعاله الحكيمة جل جلاله، ورسائله البليغة المرسلة من الملأ الاعلى، وتغدو حاملة لعالم باق، منتجة دار سعادة خالدة ودار آخرة ابدية تشتاق اليها ذوو الشعور كلهم.. وامثالها من الحقائق التي تتحقق بالحقيقة المحمدية والرسالة الأحمدية. لذا فكما يشهد هذا الكون شهادة قاطعة وفي منتهى القوة والثبوت على رسالته y، كذلك البشرية جمعاء بل جميع ذوى الشعور وفي مقدمتهم العالم الاسلامى، يشهدون جميعاً على ما بشّرت به الرسالة الأحمدية والحقيقة المحمدية بشارة قوية قاطعة، تلك هى الحياة الخالدة ، التي تسألها البشرية بالعشق الدائم والشوق الملازم في كل حين وآن، تسألها بلسان جميع قوى ماهيتها الجامعة، وبألسنة جميع استعداداتها، وبألسنة جميع الادعية والعبادات والتضرعات والتوسلات المرفوعة الى المولى القدير، فتسأل حياة باقية خالدة، نجاةً من العدم والعبث، والاعدام الابدى والفناء المطلق الذى هو أشد رهبة واكثر ايلاماً من جهنم. فكما تشهد البشرية بهذا على انه y فخر البشرية واشرف المخلوقات طراً، كذلك فان دخول مثل جميع الحسنات والخيرات التي يكسبها يوميا ً ثلاثمائة وخمسون مليوناً من المؤمنين في كل عصر ، في سجل حسناته y حسب قاعدة (السبب كالفاعل) ونيل تلك الشخصية المحمدية الفريدة مقاماً رفيعاً يحظى

(1) تناوله العلماء معنىً ومبنىً، ولعل قول علي القاري هو الوسط بين المثبتين والنافين له، اذ يقول: انه صحيح معنى ولو ضعف مبنى (شرح الشفا 1/ 26) - المترجم.

لايوجد صوت