شعاعلر | دردنجى شعاع | 171
(143-179)
اَلْبَابُ الْخَامِسُ

فِى مَرَاتِبِ (حَسْبُنَا اﷲُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ) ❊ وَ هُوَ خَمْسَةُ نُكْتَةٍ

اَلنُّكْتَةُ اْلاُولٰى

هٰذَا الْكَلاَمُ دَوَاءٌ مُجَرَّبٌ لِمَرَضِ الْعَجْزِ الْبَشَرِىِّ وَ سَقَمِ الْفَقْرِ اْلاِنْسَانِىِّ {حَسْبُنَا اﷲُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ} اِذْ هُوَ الْمُوجِدُ الْمَوْجُودُ الْبَاقِى فَلاَ بَأْسَ بِزَوَالِ الْمَوْجُودَاتِ لِدَوَامِ الْوُجُودِ الْمَحْبُوبِ بِبَقَاءِ مُوجِدِهِ الْوَاجِبِ الْوُجُودِ ❊ وَ هُوَ الصَّانِعُ الْفَاطِرُ الْبَاقِى فَلاَ حُزْنَ عَلٰى زَوَالِ الْمَصْنُوعِ لِبَقَاءِ مَدَارِ الْمُحَبَّةِ فِى صَانِعِهِ ❊ وَ هُوَ الْمَلِكُ الْمَالِكُ الْبَاقِى فَلاَ تَاَسُّفَ عَلٰى زَوَالِ الْمُلْكِ الْمُتَجَدِّدِ فِى زَوَالٍ وَ ذَهَابٍ ❊ وَ هُوَ الشَّاهِدُ الْعَالِمُ الْبَاقِى فَلاَ تَحَسُّرَ عَلٰى غَيْبُوبَةِ الْمَحْبُوبَاتِ مِنَ الدُّنْيَا لِبَقَائِهَا فِى دَائِرَةِ عِلْمِ شَاهِدِهَا وَ فِى نَظَرِهِ ❊ وَهُوَ الصَّاحِبُ الْفَاطِرُ الْبَاقِى فَلاَ كَدَرَ عَلٰى زَوَالِ الْمُسْتَحْسَنَاتِ لِدَوَامِ مَنْشَاِ مَحَاسِنِهَا فِى اَسْمَاءِ فَاطِرِهَا ❊ وَهُوَ الْوَارِثُ الْبَاعِثُ الْبَاقِى فَلاَ تَلَهُّفَ عَلٰى فِرَاقِ اْلاَحْبَابِ لِبَقَاءِ مَنْ يَرِثُهُمْ وَ يَبْعَثُهُمْ ❊ وَهُوَ الْجَمِيلُ الْجَلِيلُ الْبَاقِى فَلاَ تَحَزُّنَ عَلٰى زَوَالِ الْجَمِيلاَتِ الَّتِى هِىَ مَرَايَا لِْلاَسْمَاءِ الْجَمِيلاَتِ لِبَقَاءِ اْلاَسْمَاءِ بِجَمَالِهَا بَعْدَ زَوَالِ الْمَرَايَا ❊ وَهُوَ الْمَعْبُودُ الْمَحْبُوبُ الْبَاقِى فَلاَ تَاَلُّمَ مِنْ زَوَالِ الْمَحْبُوبَاتِ الْمَجَازِيَّةِ لِبَقَاءِ الْمَحْبُوبِ الْحَقِيقِىِّ ❊ وَهُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ الْوَدُودُ الرَّؤُفُ الْبَاقِى فَلاَ غَمَّ وَ لاَ مَاْيُوسِيَّةَ وَ لاَ اَهَمِّيَّةَ مِنْ زَوَالِ الْمُنْعِمِينَ الْمُشْفِقِينَ الظَّاهِرِينَ لِبَقَاءِ مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ وَ شَفْقَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ ❊ وَهُوَ الْجَمِيلُ اللَّطِيفُ الْعَطُوفُ الْبَاقِى فَلاَ حِرْقَةَ وَ لاَ عِبْرَةَ بِزَوَالِ اللَّطِيفَاتِ الْمُشْفِقَاتِ لِبَقَاءِ مَنْ يَقُومُ مَقَامَ كُلِّهَا، وَ لاَ يَقُومُ الْكُلُّ مَقَامَ تَجَلٍّ وَاحِدٍ مِنْ تَجَلِّيَاتِهِ، فَبَقَائُهُ بِهٰذِهِ اْلاَوْصَافِ يَقُومُ مَقَامَ كُلِّ مَا فَنٰى وَ زَالَ مِنْ اَنْوَاعِ مَحْبُوبَاتِ كُلِّ اَحَدٍ مِنَ الدُّنْيَا {حَسْبُنَا اﷲُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ}


سس يوق