ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 102
(1-147)

وسيحكم حتماً:
ان هذه الكتب كلها لا تشبه هذا القرآن ولا تبلغ شأوه قطعاً.
لذا فإما انه أدنى من الكل. وهذا معلوم البطلان وظاهر بالبداهة.
اذن فهو فوق الكل.
ولقد فتح أبوابه على مصراعيه للبشر ونشر مضامينه أمامهم طوال هذه المدة الطويلة. ودعا لنفسه الأرواح والأذهان.
ومع هذا لم يستطع البشر معارضته، ولا يمكنهم ذلك. فلقد انتهى زمن الامتحان.
ان القرآن لا يقاس بسائر الكتب ولا يشبهها قطعاً.
اذ نزل في عشرين سنة ونيف نجماً نجماً - لحكمة ربانية - لمواقع الحاجات نزولاً متفرقاً متقطعاً. ولأسباب نزول مختلفة متباينة. وجواباً لأسئلة مكررة متفاوتة. وبياناً لحادثات أحكام متعددة متغايرة. وفي أزمان نزول مختلفةمتفارقة. وفي حالات تَلَقٍّ متنوعة متخالفة. ولأفهام مخاطبين متعددة متباعدة. ولغايات ارشاداتٍ متدرجة متفاوتة.
وعلى الرغم من هذه الأسس فقد أظهر كمال السلاسة والسلامة والتناسب والتساند في بيانه وجوابه وخطابه، ودونك علم البيان وعلم المعاني.
وفي القرآن خاصية لا توجد في أي كلام آخر: لأنك اذا سمعت كلاماً من أحدٍ فانك ترى صاحب الكلام خلفه أو فيه فالاسلوب مرآة الأنسان.
أيها السائل المثالي!
لقد أردت الاعجاز، وها قد أشرتُ اليه.
وان شئت التفصيل، فذلك فوق حدّي وطوقي. أتقدر الذبابة مشاهدة السماوات؟

لايوجد صوت