ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 104
(1-147)

وفي ميدان تصوير الحقيقة والواقع؛
لا ينظر الى الكائنات على انها صنعة إلهية، ولا يراها صبغة رحمانية، بل يحصر همه في زاوية الطبيعة ويصور الحقيقة في ضوئها، ولا يقدر الفكاك منها.. لذا يكون تلقينه عشق الطبيعة، وتأليه المادة، حتى يمكّن حبها في قرارة القلب، فلا ينجو المرء منه بسهولة.
ثم ان ذلك الأدب المشوب بالسفه، لا يغني شيئاً عن اضطرابات الروح وقلقها الناشئة من الضلالة والواردة منها أيضاً، ولربما يهدئها وينيّمها.
وفي حسبانه انه قد وجد حلاً، وكأن العلاج الوحيد، وهو رواياته. وهي:
في كتاب.. ذلك الحي الميت.
وفي سينما.. وهي أموات متحركة.
وفي مسرح.. الذي تبعث فيه الأشباح وتخرج سراعاً من تلك المقبرة الواسعة المسماة بالماضي!
هذه هي أنواع رواياته.
وأنّى للميت ان يهب الحياة!..
وبلا خجل ولا حياء!.. وضع الأدب الأجنبي لساناً كاذباً في فم البشر.. وركّب عيناً فاسقة في وجه الانسان.. وألبس الدنيا فستان راقصة ساقطة.
فمن أين سيعرف هذا الأدب؛ الحسنَ المجرد.
حتى لو أراد ان يُري القارئ الشمسَ؛ فانه يذّكره بممثلة شقراء حسناء.
وهو في الظاهر يقول: "السفاهة عاقبتها وخيمة، لا تليق بالانسان"..
ثم يبين نتائجها المضرة..

لايوجد صوت