ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 4
(1-147)

تحياتى الى اخوتي جميعاً، ولا سيما الخواص فاحييهم فرداً فرداً، ولأجلهم -وهم الاعزاء الميامين- اضم اقاربهم ومن في قراهم ضمن دعواتي لأقاربي واهل قريتي. هكذا ادعو لهم وأشركهم في مغانمي المعنوية.

[علاج الوساوس وحكمتها]
اخوتي الاعزاء الاوفياء المضحين!
ان سبب عدم استطاعتى المراسلة معكم هو بقائي تحت ضغط التضييق الشديد والمراقبة المستديمة والعزلة التامة عن الناس.
فشكراً لله خالقي الرحيم بما لا يتناهي من الشكر، لما أنعم عليّ من صبر جميل وتحمل عظيم حتى فشل قصدهم الخبيث.
ان كل شهر يمر عليّ هنا من شهور فراقي عنكم يعادل سنة من السجن الانفرادي، ولكن بركات دعواتكم الطيبة حولت - بعناية إلهية - كل يوم من ايامي الى ما يعادل شهراً من العمر السعيد.
فلا تقلقوا على راحتي، إن ألطاف الرحمة الالهية مستمرة.
اخي صبري! كن صابراً، لاتهتم بمرضك الناشئ من توتر الاعصاب والوهم. واعلم! انه لا ضرر فيه ولاخطورة من ورائه، ومع ذلك ادعو لكم بالشفاء. ذلك لأن الخواطر ان كانت سيئة فاسدة فلا ضرر منها، لأنه: كما ان صورة النجاسة في المرآة ليست نجسة، وصورة الحية لا تلدغ، وصورة النار لا تحرق، كذلك لا ضرر من الخواطر النجسة والقبيحة والكفرية التي ترد دون رضى من المرء، وتتمثل في مرايا القلب والخيال دون اختيار منه. فقد تقرر في علم الاصول: ان تصور الكفر ليس كفراً وتخيل الشتم ليس شتماً.

لايوجد صوت