ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 58
(1-147)

وساءلت فكري: تُرى لماذا اُسدل الستار امام هذا المسلك الذى يتسم بالتوافقات والذوق والجمال والاهتمام واللطف- بحساب الجمل بالابجدية والجفر - ووُجّهنا الى سلوك طريق آخر واُستعملنا فيه؟ فاُخطر علـى قلبي فجأة:
ان الانشغال بذلك المسلك الذي يفتح مغاليق تلك الاسرار الغيبية يلحق الضرر بالعمل لاسس الاسلام. فهذا العمل هو أهم من ذلك المسلك واثمن منه واقوم، وهو محور الحاجة العامة ويُسد الحاجة الماسة للجميع بالعمل لاسس الاسلام وهو خدمة خزينة الحقائق الايمانية والاستفادة منها. ولهذا وُجّهنا الى سلوك هذا الطريق، لان الانشغال بذلك المسلك يجعل المرء يدع اعظم المقاصد واجلّها -وهي الحقائق الايمانية- في درجة تالية.

[المقصد الاول هو الحقائق الايمانية]
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
لمناسبة تلقي احد اخوتنا الصادقين المدققين في هذه الايام صفعة تأديب طفيفة من جراء عدم أخذه بالحذر، ولمناسبة استفسار "فيضي" و"أمين" وأخذهما الحيرة من اتخاذي طور عدم الرغبة في تلقي اي خبر عن احوال العالم واخبار السياسة والحرب وعدم الاهتمام بها في غضون هذه الشهور الاربعة رغم علاقتي بها بقدر آلاف الاشخاص .. فاقول لهذه المناسبات، لزم ان ابحث ولو جزئياً عن حقيقة طالما بحثت عنها وبينتها كثيراً. وهى الآتية:
بينما ينبغي ان تكون الحقائق الايمانية اول مقصد وأسبقه في هذا الزمان وتبقى سائر الامور في الدرجة الثانية والثالثة والرابعة، وفي الوقت الذي ينبغي ان تكون خدمة الحقائق الايمانية برسائل النور اجلّ وظيفة وموضع اهتمام ولهفة ومقصودة بالذات، إلاّ ان

لايوجد صوت