ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 56
(1-147)

تشير اليه الآية الكريمة : ﴿يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة﴾(ابراهيم: 3).

[مصير الابرياء من الكفار في البلايا]
باسمه سبحانه
﴿وان من شيء الاّ يسبح بحمده﴾
لقد مسّ مسّاً شديداً مشاعري واحاسيسي المفرطة في الرأفة والعطف ما اصاب الضعفاء المساكين من نكبات وويلات ومجاعات ومهالك من جراء هذه الطامة البشرية التي نزلت بهم وفي هذا الشتاء القارس... ولكن على حين غرة نُبّهتُ الى:
ان هذه المصائب وامثالها ينطوي تحتها نوع من الرحمة والمجازاة - حتى على الكافر - بحيث يهوّن تلك المصيبة، فتظل هينة بسيطة بالنسبة اليهم. واصبح هذا التنبيه مرهماً شافياً لإشفاقي المؤلم على الاطفال والعوائل في اوروبا وروسيا، رغم اننى لم اتلق شيئاً عن اوضاع الدنيا واخبار الحرب منذ بضعة أشهر.
نعم، ان الذين نزلت بهم هذه الكارثة العظمى - التي ارتكبها الظالمون - إن كانوا صغاراً والى الخامسة عشرة من العمر، فهم في حكم الشهداء، من ايّ دين كانوا. فالجزاء المعنوي العظيم الذي ينتظرهم يهوّن عليهم تلك المصيبة.
اما الذين تجاوزوا الخامسة عشرة من العمر، فان كانوا ابرياء مظلومين، فلهم جزاء عظيم ربما ينجيهم من جهنم، لأن الدين - ولاسيما الاسلام - يُستر بستار اللامبالاة في آخر الزمان، وان الدين الحقيقي لسيدنا عيسى عليه السلام سيحكم ويتكاتف مع الاسلام. فيمكن القول بلا شك ان ما يكابده المظلومون من النصارى المنتسبين الى سيدنا عيسى عليه السلام والذين يعيشون الآن في

لايوجد صوت