ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 57
(1-147)

ظلمات تشبه ظلمات "الفترة" وما يقاسونه من الويلات تكون بحقهم نوعاً من الشهادة. ولاسيما الكهول واهل النوائب والفقراء والضعفاء المساكين الذين يقاسون النكبات والويلات تحت قهر المستبدين والطغاة الظالمين.
وقد بلغتني من الحقيقة: ان تلك النكبات والويلات كفارة بحقهم من الذنوب المتأتية من سفاهات المدنية وكفرانها بالنعم ومن ضلالات الفلسفة وكفرها، لذا فهي أربح لهم مئة مرة.
وبهذا وجدتُ السلوان والعزاء من ذلك الألم المعذب النابع من العطف المتزايد، فشكرتُ الله شكراً لا نهاية له.
أما اولئك الظالمون الذين يسعّرون نار تلك الفتن والنكبات، اولئك السفلة من شياطين الانس والجبابرة الطغاة الذين ينفذونها اشباعاً لمنافعهم الشخصية، فهم يستحقون ذلك العذاب المهين، فهو بحقهم عدالة ربانية محضة.
ولكن ان كان الذين يقاسون تلك النكبات هم ممن يهرعون الى نجدة المظلومين ويكافحون في سبيل تحقيق راحة البشرية والحفاظ على الاسس الدينية والمقدسات السماوية والحقوق الانسانية. فلابد ان النتائج المعنوية والاخروية لتلك التضحيات الجسام كبيرة جداً بحيث تجعل تلك الويلات بحقهم مدار شرف واعتزاز بل وتحببها اليهم.

[العمل لأسس الاسلام أولى]
اخوتي!
لقد ارسلت في هذه الايام برفقة طلابي الاعزاء رسالتين تخصان "الرموز الثمانية" ارسلتهما الى مكان ما، الاّ ان الطريق انسدّ، فلم تُرسلا. فكررت مطالعتهما بدقة.

لايوجد صوت