الضرورية واعاروا سمعهم بلهفة الى مالا يعنيهم من صراعات سياسية وشؤون آفاقية، وحوادث خارجة عن طوقهم، ويتدخلون فيها حتى جعلوا أرواحهم حائرة وعقولهم ثرثارة، وسلبوا من أنفسهم الاشفاق والرثاء عليهم، حسب قاعدة "الراضي بالضرر لا ينظر له" اي من يرضى لنفسه الضرر لا يستحق النظر اليه برحمة. فلا يُرثى لهم ولا يُشفق عليهم، فهم الذين قد سببوا نزول البلاء بهم.
انني اخال انه في خضم هذه الاهوال والحرائق التي نشبت في الكرة الارضية لا يقدر على الحفاظ على سلامة قلبه وراحة روحه الاّ أهل الايمان وأهل التوكل والرضى الحقيقي ومنهم اولئك الذين انضموا الى دائرة رسائل النور بوفاء تام. فهم مصانون من تلك الاهوال اكثر من غيرهم. وذلك لانهم يرون اثر الرحمة الالهية وزبدتها ووجهها في كل حادثة وفي كل شئ، لمشاهدتهم الامور بمنظار نور دروس الايمان التحقيقي الذي تلقوه من رسائل النور. فهم يشاهدون في كل شئ كمال الحكمة الالهية، وجمال عدالتها، لذا يجابهون المصائب - التي هي من اجراءات الربوبية الالهية بالبشر - بالتسليم التام لأمر الله فيبدون الرضى به، ولا يقدّمون شفقتهم على الرحمة الالهية كي يقاسوا العذاب والألم.
وهكذا بناء على هذا، فالذين يريدون تذوق السعادة واللذة حتى في الحياة الدنيوية - فضلاً عن الحياة الاخروية - يمكنهم ان يجدوها في دروس رسائل النور الايمانية والقرآنية.
تنبيهان نابعان من خاطرتين وردتا في هذه الايام:
الاول:
لقد فكرت في السيدات اللائي انتسبن الى رسائل النور في هذه المدينة، انهن ثابتات لا يهزّهن شئ كغيرهن من السيدات. واذا بهذا