الحديث (عليكم بدين العجائز)(1) اُخطر على قلبى: اي عليكم باتباع الدين الخالص والعقيدة الراسخة التي لدى العجائز في آخر الزمان.
نعم ان العجائز من السيدات ضعيفات وذوات حسّ مرهف وعطف وحنان، لذا فهن اكثر حاجة من غيرهن الى ما في الدين من سلوان ونور يفيض بالشفقة والى إلتفاتة رحمانية تتقطر بالرحمة والى نقطة استناد ونقطة استمداد، الموجودة كلها في الدين.
فالثبات الكامل من مقتضى فطرتهن. لذا فان رسائل النور التي تفي بتلك الحاجة إيفاءً تاماً في الوقت الحاضر، تجد الانشراح في أرواحهن وتستقر في قلوبهن اكثر من أي شئ آخر.
التنبيه الثاني:
لقد جاءني اشخاص مختلفون عديدون في هذه الايام، حسبتهم قد أتوني لامور الآخرة. ولكن فهمت انهم قد اتوني للاستشارة والدعاء لهم بالتوفيق في امور التجارة او يراجعوننى لرفع الكساد وعدم التوفيق في اعمالهم ولينجوا من الخسارة والاضرار.
ففكرت:
ماذا اعمل مع هؤلاء وماذا اقول لهم؟ فخطر على القلب فجأة:
لا تكن أبلهاًً، ولا تتكلم ببلاهة، فتدعهم في بلاهتهم. لان الذي اُلقيتْ عليه مهمة تحضير مضادات لسموم الثعابين وهو منهمك بدفعها عن الناس، لو ترك مهمته وسعى لمعاونة من هو بين الثعابين ومعرّض لهجمات الذباب - مع وجود معاونين له كثيرين - انما هو ابله بلاشك. والذي يستنجد به أبله ايضاً. وتلك المحاورة ايضاً محاورة بلهاء.
------------
1) الديلمي من حديث ابن عمر بلفظ: (اذا كان آخر الزمان واختلفت الاهواء فعليكم بدين البادية والنساء) ومسنده واه ( الدرر المنثرة للسيوطي).