ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 4
(1-86)

سأبين لكم حادثة روحية جرت لي:
قبل مدة مديدة كانت فكرة اتباع الرخصة الشرعية - بناء على الضرورة - وترك العزيمة لاينسجم مع فكري، مثلما سلكتموه انتم وعلماء معكم. فكنت اغضب واحتدّ عليكم وعليهم. واقول: لِمَ يتركون العزيمة متبعين الرخصة؟. لذا ما كنت ابعث اليكم رسائل النور مباشرة.
ولكن قبل حوالي اربع سنوات ورد الى قلبي، أسف شديد مشحون بالانتقاد. وفجأة خطر على القلب ما يأتي:
ان هؤلاء الافاضل اصدقاؤك وزملاؤك في المدرسة الشرعية، وفي مقدمتهم السيد احمد حمدي، قد هوّنوا الخطر الداهم - على الاسلام - الى الربع. وذلك بصرفهم قسماً من الوظيفة العلمية - حسب المستطاع - من امام التخريبات الرهيبة العنيفة، حفاظاً على المقدسات، متبعين الدستور الشرعي "اهون الشرين" وسيكون عملهم هذا - ان شاء الله - كفارة لبعض نقائصهم وتقصيراتهم التي اضطروا اليها.
فبدأت من ذلك الوقت انظر اليكم والى امثالكم نظرة اخوة حقيقية - كالسابق - فأنتم اخوتي في المدرسة الشرعية وزملائي في الدراسة.
وحيث انني كنت اترقب وفاتي من وراء تسممي هذا، عزمت على تقديم مجموعة كاملة اليكم قبل ثلاث سنوات آملاً ان تكونوا الصاحب الحقيقي لرسائل النور وحاميها بدلاً عني. غير ان المجموعة ليست مصححة ولا كاملة، الاّ انني قمت بشئ من التصحيح لمجموعة كاملة اكثر اجزائها استنسخها- قبل خمس عشرة سنة - ثلاثة طلاب لرسائل النور لهم شأنهم..
فما كنت اعطي هذه المجموعة النفيسة الى غيرك، حيث ان كتابتها من قبل هؤلاء الثلاثة الاعزاء جعلتْ قيمتها تعادل عشر مجموعات كاملة. ومقابل هذا فان ثمنها المعنوي ثلاثة امور:
الاول: استنساخ ثلاثين نسخة تقريباً من كل منها "بالرونيو" بالحروف القديمة ان امكن، والاّ فبالحروف الجديدة، وتوزيعها على شُعب رئاسة الشؤون الدينية في البلاد. بشرط ان يكون احد اخواننا الخواص مُعيناً على اجراء التصحيح وقائماً بأمره. لان نشر امثال هذه المؤلفات من مهمة رئاسة الشؤونة الدينية.

لايوجد صوت