ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 7
(1-86)

لترسيخ التساند والترابط الذي هو اعظم قوتنا -بعد الاخلاص- ولئلا يصيبه شئ من التصدع -كما حدث في السجن- من جراء اختلاف المشارب، ولربما تلحق اضرار جسيمة بخدمة النور.. ولأجل ان تظهر مجموعات "الكلمات" و"اللمعات".. وليدفع بلاء الترويع من رسائل النور لدى العلماء النابع من الخوف والمنافسة.
ذلك لان اعدائي - طوال الامتحانات المديدة في المحاكم - عجزوا عن رؤية تقصيراتي الخفية، فلم يستطيعوا من التهوين من شأني بحفظ الله وعنايته، فلا يستطيعون ايضاً التغلب على رسائل النور. فاحاول الحفاظ على حياتي التي لا اهمية لها لقلقي على ان اعداءنا ربما يستطيعون الاضرار برسائل النور بالتهوين من شأن قسم من وارثيّ السعيدين الشباب، باختلاق الافتراءات عليهم في الحياة الاجتماعية، لامور لا تعرف ماهيتها، حتى رأيت ضرورة حمل مسدس آخر علاوة على ما عندي. وستبقى المؤامرات التي يحيكها الاعداء بائرة باذن الله ثم بفضل دعوات اخواني كما حصل في إبطال مفعول السم.

[تباشير تيار جديد]
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
ثالثاً: رغم انني لم اكترث بالحوادث السياسية الجارية منذ ثلاثين سنة ولم اتعقبها، فان مصادرتهم لمصحفنا الشريف الذي يظهر التوافقات في لفظ الجلالة وعدم اعادته الينا، والتعذيب الدنئ الذي قاسيناه بيد محكمة آفيون ومنعها لكتبنا.. كل ذلك أثّر فيّ أثراً بليغاً، فنظرت مرتين او ثلاثاً الى دنيا السياسة خلال ما يقرب من خمسة عشر يوماً. ورأيت عجبا:
ان تيار الزندقة الذي يحكم بالاستبداد المطلق والرشوة العامة قد سعى لتعذيبنا وافنائنا في سبيل ارضاء الماسونية والشيوعية، كما ذكرته في دفاعاتي، ولكني رأيت تباشير ظهور تيار آخر سيكسر قوة التيار الاول.. ولم انظر اكثر من هذا، اذ لا رخصة لي من حيث مسلكي.
الباقي هو الباقي
اخوكم المريض
سعيد النورسي

لايوجد صوت