و﴿مالك يوم الدين﴾ لان الدين هو النعمة الكاملة..
و﴿نعبد﴾ لانهم الائمة(2)..
و﴿نستعين﴾ لانهم الموفقون..
و﴿اهدنا﴾ لانهم الاسوة بسر ﴿فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ﴾(سورة الانعام:90)..
و﴿الصراط المستقيم﴾ لظهور انحصار الطريق المستقيم في مسلكهم. هذا مثال لك فقس عليه. .
وفي لفظ (الصراط) إشارة الى ان طريقهم مسلوكة محدودة الاطراف مَن سلكها لايخرج عنها.
وفي لفظ (الذين) - بناء على انه موصول، ومن شأن الموصول ان يكون معهوداً نَصْبَ العين للسامع - اشارة الى علو شأنهم وتلألؤهم في ظلمات البشر، كأنهم معهودون نصب العين لكل سامع وإن لم يتحرَّ ولم يطلب.. وفي جمعيته رمز الى إمكان الاقتداء بهم وحقانية مسلكهم بسر التواتر اذ (يَدُ الله مَعَ الْجَمَاعَةِ)(1)..
وفي صيغة (انعمت) اشارة الى وسيلة طلب النعمة.. وفي نسبتها شافع له كأنه يقول: ياالهي! من شأنك الانعامُ وقد أنعمْتَ بفضلك، فأنْعِمْ عليّ وان لم استحق..
وفي (عليهم) اشارة الى شدة اعباء الرسالة وحمل التكليف، وايماء الى انهم كالجبال العالية تتلقى اعباء الرسالة وحمل التكليف، وايماء الى انهم كالجبال العالية تتلقى شدائد المطر لإفاضة الصحارى. وما أجمل في ﴿الذين انعمت عليهم﴾ يفسره ﴿فَاُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ اَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِييِّنَ والصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء والصَّالِحِينَ﴾( سورة النساء: 69) اذ القرآن يفسر بعضه بعضا.
-----------------
(2) لانهم الائمة في العبادة (ت: 25)
(1) رواه الطبرانى والترمذي وحسّنه بلفظ: (يد الله على الجماعة) (كشف الخفاء 2/391) وصححه محقق الجامع الصغير (7921) وعزاه للحاكم والبيهقى في الاسماء عن ابن عمر رضى الله عنهما وابن عاصم عن اسامة بن شريك.