اشارات الاعجاز | وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الارْض قالُ | 115
(112-116)

رمز الى تزييف الناصح واظهار ثباتهم على جهلهم المركب.
والثانية: الحصر ففيها اشارة الى ان صلاحهم لايشوبه فساد فليسوا كغيرهم؛ ففي الاشارة رمز الى التعريض بالمؤمنين.
وفي اسمية ﴿مصلحون﴾ بدل (نصلح) اشارة الى ان الصلاح صفتنا الثابتة المستمرة فحالنا هذه عين الاصلاح بالاستصحاب.. ثم انهم ينافقون في هذا الكلام أيضا اذ يتبطنون خلاف مايظهرون فباطناً يدعون فسادهم صلاحاً وظاهراً يراؤن أن عملهم لصلاح المؤمنين ومنفعتهم.
وأما جملة ﴿ألا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون﴾ فاعلم! انهم لما ادرجوا في معاطف الجملة السابقة معاني: من ترويج مسلكهم ودعوى ثبوت الصلاح لهم، وان الصلاح صفتهم المستمرة.. وانهم منحصرون عليه.. وان الفساد لايشوب صلاحهم.. وان هذا الحكم ظاهر معلوم.. ومن تعريضهم بالمؤمنين ومن تجهيلهم للناصح؛ أجابهم القرآن الكريم بهذه الجملة المتضمنة لأحكامٍ من اثبات الفساد لهم، وانهم متحدون مع حقيقة المفسدين.. وان الفساد منحصر عليهم.. وان هذا الحكم حقيقة ثابتة.. ومن تنبيه الناس على شناعتهم.. ومن تجهيلهم بنفي الحس عنهم كأنهم جمادات. وان شئت فانظر:
الى ﴿ألا﴾ التي للتنبيه كيف تزيِّف بتنبيهها ترويجَهم الناشئ من دعواهم المترشح من (قالوا)..
والى (إنّ) التي للتحقيق كيف ترد دعواهم المعلومية بـ(انما)، كأن (إنّ) تقول حالهم في الحقيقة والباطن فساد، فلا يجديهم الصلاح ظاهراً.
والى الحصر في (هم) كيف يقابل تعريضهم الضمنيّ في (انما) و(نحن) والى تعريف (المفسدون) - الذي معناه حقيقة المفسدين ترى في ذاتهم فهم هي - كيف يدافع حصرهم المستفاد من (انما) أيضا.
والى ﴿ولكن لايشعرون﴾ كيف يدافع تزييفهم الناصح وانهم ليسوامستحقين للنصيحة بدعوى المعلومية. فتأمل!

لايوجد صوت