اشارات الاعجاز | وَبَشِّر الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ | 226
(222-234)

فيجوز اثباته بالعقل والنقل:
أما العقليّ فراجع الى ما بيّنا بقدر الطاقة في تفسير ﴿وبالآخرة هم يوقنون﴾ حاصله: ان النظام والرحمة والنعمة انما تكون نظاماً ورحمة ونعمة ان جاء الحشر..
واما النقليّ فقول كل الانسان مع حكم القرآن المعجز بوقوعه. وأما النقليّ مع الرمز للعقليّ فراجع هذا الموضع من تفسير فخر الدين الرازي(2) فانه عدّد الآيات المثبتة للحشر.
والحاصل: انه ما من متأمل في نظائرِ وأشباهِ وأمثالِ الحشر في كثير من الانواع الاّ ويتحدس من تفاريق الامارات الى وجود الحشر الجسماني والسعادة الأبدية.
أما نظم جملها بعض مع بعض، فاعلم! ان السلك الذي نُظم فيه جواهر جمل هذه الآية وسلسلتها هي : ان السعادة الأبدية قسمان:
الأول اْلاَولى: رضاء الله تعالى وتلطيفه وتجلّيه وقربيته.
والثاني: السعادة الجسمانية وهي بالمسكن والمأكل والمنكح ومتممها ومكملها جميعاً هو الدوام والخلود.
ثم ان أقسام الاول مستغنية عن التفصيل أو غير قابلة.(1)
وأما أقسام الثاني: فالمسكن، ألطفه ما يجري الماء بين نباتاته. ألا ترى ان ملهم الشعر ومفيض العشق في القلوب انما هو خشخشة(2) الماء وخريره وكشكشة(3) الانهار وصفيرها تحت القصور وبين البساتين..

----------------

(2) (1149-1209م) متكلم وفيلسوف ومفسر القرآن، لقب بشيخ الاسلام وانقطع في اواخر ايامه للوعظ وتلاوة القرآن منصرفاً عن المجادلات الكلامية، له مصنفات كثيرة اهمها (مفاتيح الغيب) تفسير للقرآن الكريم و(لباب الاشارات) و(شرح ديوان سقط الزند) لابى العلاء المعري.
(1) غير قابلة للتفصيل.
(2) صوت السلاح او الحلى عند اصطكاكه.
(3) صوت جلد الحية حين المرور، استعمله المؤلف لصوت مرور الماء كالحية (ش)

لايوجد صوت