-2-
(ان هذا الكتاب (القرآن) تشريع ديني وسياسي واجتماعي، واحكامه نافذة منذ عشرة قرون ..)(4)
ليختنستادتر (1)
-1-
(.. ان المسلم العصري يعتقد ان كتابه المنزل يسمح له، بل يوجب عليه، ان يعالج مشكلات عصره بما يوافق الدين ولا يضيع المصلحة او يصد عن المعرفة كما انتهت اليها علوم زمنه.. وان مزية القرآن - في عقيدة المسلم - انه متمم للكتب السماوية ويوافقها في اصول الايمان، ولكنه يختلف عنها في صفته العامة فلا يرتبط برسالة محدودة تمضي مع مضي عهدها ولا بأمة خاصة يلائمها ولا يلائم سواها. وكل ما يراد به الدوام، ينبغي ان يوافق كل جيل ويصلح لكل اوان)(2)
-2-
(انه من الضروري لادراك عمل القرآن من حيث هو كتاب ديني وكتاب اجتماعي ان تدرك صدق المسلم حين يؤكد ان القرآن يمكن ان يظل اساساً لادراك الحكم المعقدة التي تعالج مشكلات المجتمع الحديث. فان النبيy يرى ان القرآن هو حلقة الاتصال بين الإله في كماله الالهي وبين خليقته التي يتجلى فيها بفيوضه الربانية وآيتها الكبرى الانسان. وان واجب الانسان ان يعمل بمشيئة الله للتنسيق بين
---------------
(4) النتائج الاولى للحرب (عن: محمد كرد علي: الاسلام والحضارة العربية، 1/74).
(1) الدكتورة إلس ليختنستادتر Ilse Lictenstadter: سيدة المانية، درست العلوم العربية والاسلامية في جامعة فرانكفورت، ثم في جامعة لندن، واقامت زهاء ثلاثين سنة بين بلاد الشرقين الادنى والاوسط، وعنيت عناية خاصة بدعوات الاجتهاد والتجديد والمقابلة بين المذاهب. من مؤلفاتها (الاسلام والعصر الحديث).
(2) الاسلام والعصر الحديث، عن العقاد: ما يقال عن الاسلام، ص 19.