الانسان بعين البصيرة لعاش عيشة هنية)..))(1)
-4-
(هذا القرآن الذي هو كتاب حكمة فمن اجال طرف اعتباره فيه وامعن النظر في بدائع اساليبه وما فيها من الاعجاز رآه وقد مر عليه من الزمان الف وثلاثمائة وعشرون سنة كانه مقول في هذا العصر اذ هو مع سهولته بليغ ممتنع ومع إيجاز مفيد للمرام بالتمام. وكما انه كان يرى مطابقاً للكلام في زمن ظهوره لهجة واسلوباً كذلك يرى موافقاً لاسلوب الكلام في كل زمن ولهجة، وكلما ترقّت صناعة الكتابة قدرت بلاغته وظهرت للعقول مزاياه. وبالجملة فان فصاحته وبلاغته قد اعجزت مصاقع البلغاء وحيرت فصحاء الاولين والآخرين. واذا اعطفنا النظر الى ما فيه من الاحكام وما اشتمل عليه من الحكم الجليلة نجده جامعاً لجميع ما يحتاجه البشر في حياته وكماله وتهذيب اخلاقه.. وكذا نراه ناهياً عما ثبت بالتجارب العديدة خسرانه وقبحه من الافعال ومساوئ الاخلاق.. وكم فيه ما عدا ذلك ايضاً ما يتعلق بسياسة المدن وعمارة الملك، وما يضمن للرعية الامن والدعة من الاحكام الجليلة التي ظهرت منافعها العظيمة بالفعل والتجربة فضلاً عن القول..)(2)
-5-
((ان من ضمن محاسن القرآن العديدة امرين واضحين جداً احدهما علامة الخشوع والوقار التي تشاهد دائماً على المسلمين عندما يتكلمون عن المولى ويشيرون اليه.. والثانى خلوّه من القصص والخرافات وذكر العيوب والسيآت والى آخره، والامر الذي يؤسف عليه كثيراً لوقوعه بكثرة فيما يسميه المسيحيون (العهد القديم)..))(3)
-------------
(1) نفسه، ص 139 - 140.
(2) احسن الاجوبة، ص 23 - 26.
(3) العقيدة الاسلامية، ص 38.