اشارات الاعجاز | قالوا عنالقرآن | 325
(288-339)

(اشار الدكتور ماردريل المستشرق الافرنسي الذي كلفته الحكومة الافرنسية بترجمة بعض سور القرآن، الى ما للقرآن الكريم من مزايا ليست توجد في كتاب غيره وسواه فقال: اما اسلوب القرآن فانه اسلوب الخالق عز وجل وعلا، ذلك ان الاسلوب الذي ينطوي عليه كنه الكائن الذي صدر عنه هذا الاسلوب لا يكون الا الهياً. والحق والواقع ان اكثر الكتاب ارتياباً وشكاً قد خضعوا لتأثير سلطانه وسحره، وان سلطانه على ملايين المسلمين المنتشرين على سطح المعمور لبالغ الحدّ الذي جعل اجانب المبشرين يعترفون بالاجماع بعدم امكان اثبات حادثة واحدة محققة ارتد فيها احد المسلمين عن دينه الى الآن. ذلك ان هذا الاسلوب.. الذي يفيض جزالة في اتساق منسق متجانس. كان لفعله الاثر العميق في نفس كل سامع يفقه اللغة العربية، لذلك كان من الجهد الضائع الذي لا يثمر ان يحاول المرء (نقل) تأثير هذا النثر البديع الذي لم يسمع بمثله بلغة اخرى..)(2)
-5-
(الواقع ان للقرآن اسلوباً عجيباً يخالف ما كانت تنهجه العرب من نظم ونثر، فحُسنُ تأليفه، والتئامُ كلماته، ووجوه إيجازه، وجودة مقاطعه، وحسن تدليله، وانسجام قصصه، وبديع امثاله، كل هذا وغيره جعله في اعلى درجات البلاغة، وجعل لاسلوبه من القوة ما يملأ القلب روعة، لا يمل قارئه ولا يخلق بترديده.. قد امتاز بسهولة ألفاظه حتى قلّ ان تجد فيها غريباً، وهي مع سهولتها جزلة عذبة، والفاظه بعضها مع بعض متشاكله منسجمة لا تحسّ فيها لفظاً نابياً عن اخيه، فاذا اضفت الى ذلك سمّو معانيه ادركت بلاغته واعجازه)(1)

----------------

(2) نفسه، ص 112 - 113.
(1) نفسه، ص 113.

لايوجد صوت