برغم انه ليس ثمة ايما وزن نظامي. وفي الحق ان سماع السور تتلى في الاصل العربي، كثيراً ما يخلف في نفس المرء تأثيراً بليغاً. لقد اريد بالقرآن.. ان يتلى في صوت جهير. ويتعين على المرء ان يسمعه مرتلاً لكي يحكم عليه حكماً عادلاً ويقدره حق قدره.. وبوصفه كلمة الله الحقيقية، كان معجزاً لا سبيل الى محاكاته، ولم يكن ثمة، بكل بساطة، ايما شئ من مثله)(1)
لوبون (2)
-1-
(.. ان اصول الاخلاق في القرآن عالية علوّ ما جاء في كتب الديانات الاخرى جميعها، وان اخلاق الامم التي دانت له تحولت بتحول الازمان والعروق مثل تحول الامم الخاضعة لدين عيسى (عليه السلام).. ان اهم نتيجة يمكن استنباطها هي تأثير القرآن العظيم في الامم التي اذعنت لاحكامه، فالديانات التي لها ما للاسلام من السلطان على النفوس قليلة جداً، وقد لا تجد دينا اتفق له ما اتفق للاسلام من الاثر الدائم، والقرآن هو قطب الحياة في الشرق وهو ما نرى اثره في ادقّ شؤون الحياة)(3)
------------------
(1) نفسه، ص 296 - 297.
(2) كوستاف لوبون Dr. G.Lebon : ولد عام 181م، وهو طبيب، ومؤرخ فرنسي، عني بالحضارة الشرقية. من آثاره: (حضارة العرب) (باريس 1884)، (الحضارة المصرية)، و(حضارة العرب في الاندلس)
(3) حضارة العرب، ص 431 - 432.