مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 2
(1-45)

نعم... نعم... أجل.. أجل.! لو سكن طنينُ البعوض وهدأ دويّ النحل فلا تأسوا ولاتحزنوا ولا تخمد أشواقكم أبداً، فالموسيقى الالهية العظيمة التي تجعل بنغماتها الكون في رقصٍ وانتشاء، وتهز باشجانها اسرار الحقائق، لم تسكن ابداً ولم تهدأ... بل تستمر قوية عالية هادرة.
ان ملك الملوك وسلطان السلاطين ملك الأزل وسلطان الأبد ينادي بقرآنه الكريم الذي هو موسيقاه الالهية، مالئاً الكون كله صوتاً صداحاً هادراً في قبة السماء فانعطفت النغمات المقدسة لذلك النداء السامي متموجة نحو اصداف رؤوس العلماء ومغارات قلوب الأولياء وكهوف افواه الخطباء وانعكست أصديتها من ألسنتهم سيّالة، سيارة منوّعة، مختلفة... هزّت الدنيا بشدة موجاتها، فطبعتْ بتجسّمها كتبَ الاسلام كلها وصيّرتها كأنها وترٌ من طنبور، وشريط من آلة قانون فأعلن كلُ وترٍ نوعاً من ذلك الصدى السماوي الروحاني... فمن لم يسمع - أو لم يستمع - بأذن قلبه ذلك الصدى الذي ملأ العالم ضياءاً، اَنّى له اَن يصغيَ الى طنين أمير الدولة ورجاله!
الحاصل: ان مَن يتوجس خيفة على دينه من انقلاب سياسي فليس له نصيب من الدين الاّ "الجهل" -الواهي كبيت العنكبوت- الذي يدفعه الى الخوف، وليس له الاّ "التقليد" الذي يرميه في أحضان الاضطراب والإرتباك... لأنه لما ظن -بالعجز وبفقدان الثقة بالنفس- ان سعادته ليسَ الاّ في جيب الحكومة، تصوَّر أن قلبه وعقله كذلك هما في كيس الحكومة. فلا جرم أن يملأه الخوف.
س: لايقول بعضهم مثلما تقول، بل يقولون: لابد اَن يجئ "السيد المهدي" لان الدنيا قد اضطربت وتشوشت لإكتهالها وهرمها، والاسلام قد اهتزّ كيانه بانتعاش المنافع الشخصية وتنفس الأغراض الدنيوية.
ج: لو استعجل السيد المهدي، وأتى، فعلى العين والرأس، فليأتِ حالاً، فقد آن أوانُه، فلقد تهيأ وتمهّد له وضعٌ ملائم حسن، فليس فاسداً كما تظنون، فالأزهار اليانعة تزدهر في الربيع، ومن شأن الرحمة الإلهية لهذه الأمة ان يجد ذلُّها نهايته، ومع هذا فمن قال: ساءَ الزمان كلياً وفسد علينا مُبدياً ميلاً الى العهد السابق، فانه يسند -من حيث لايشعر- سيئات العهد السابق الناشئة من مخالفة الاسلام الى الاسلام نفسه، كما هو ظن قسم من الاجانب.
س: مَن هم اولاء المشوّشون على الأفكار ولا يقدرون "الحرية" و " المشروطية" حق قدرهما؟

لايوجد صوت