خطوات الستة | ولا تتبعوا خطوات الشيطان | 1
(1-6)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿ولا تتبعوا خطوات الشيطان﴾(البقرة:168)
اعلم! ان لكل زمان شيطاناً انسياً، هو وكيل الشيطان وقد لبس صورةَ انسانٍ فردٍ أو روح جماعة. وعزازيل(1) زماننا هو الروح الغدّار الذي نشر الفساد في جوانب العالم بسياسته الفتانة، فيفسد العالم الاسلامي "بخطوات ست" اذ يتحرى في الاناسي وفي الجماعات المنابعَ الخبيثة، فيستعملها لاغراضه، ويتوسم في الطبائع المعادنَ المضرة فيستخرجها ويستخدمها لمصالحه بوساوسه الفعلية أي بدعاياته واشاعاته. ويتفطن في النفوس الى الاعصاب الضعيفة والعروق الواهية التي لاتقاوم، فيحرّكها لمفاسده، فيستعمل من بعضٍ: حرصَ الانتقام ..ويحرك من بعضٍ حرصَ الجاه.. ويهيج من بعضٍ: حسّ الطمع.. ويستغل من بعضٍ: الحمق.. ومن بعضٍ الالحاد.. وهكذا، ومن العجيب انه يستغل من بعضٍ التعصب، فيتخذ كل ذلك وساطة لإنفاذ سياسته.

الخطوة الاولى
انه يوسوس بالذات، أو بالوسيلة، فيقول صراحةً او يجعل غيره يردد ما يقوله:
أنتم تعترفون أنكم مستحقون لهذه المصيبة، فالقدر الالهي يعدل ولا يظلم، اذنً فارضوا بما اعاملكم به ، لأني وسيلة لما استحققتم.
نردّ هذه الوسوسة والشبهة، فنقول:
ان القدر الإلهي يصيبنا بمصيبة بسبب عصياننا لاوامر الله. فالرضى بما قدر الله هو عين التوبة عن سبب المصيبة، وهو الذنوب. ولكنك ايها الواسط الملعون تظلمنا لكوننا مسلمين، وتصيبنا بظلمك لاسلامنا، لا لذنوبنا ومعاصينا، فالرضى بما تعمل، واطاعتك طوعاً انما هو ندامة عن الاسلام واعراض عنه والعياذ بالله.

----------------------------------------------------------------------

(1) عزازيل: اسم للشيطان - المترجم.

لايوجد صوت