خطوات الستة | ولا تتبعوا خطوات الشيطان | 2
(1-6)

نعم ان الشئ الواحد يكون ذا جهتين؛ فهو مصيبة من جهة القدر، فتكون عدالة، لترتبها على السبب الباطن من ذنوب وشرور فينزلها القدرالالهي زجراً عنهما. فالرضى بهذه المصيبة - من هذه الجهة - متضمن للندم من الذنوب.
والشيء نفسه يجيء من جهة البشر في الوقت نفسه، فيظلم البشر، لأن السبب عنده ليس كوننا مذنبين، بل كوننا مسلمين. فالرضى به من هذه الجهة اعظم الجنايات.
الخطوة الثانية
يوسوس بالذات أو بالوساطة ، فيقول:
بانكم قد اتفقتم مع من هو مثلي في الكفر(1)، فَلِم تتجنبون من المصافاة معي وموالاتي؟
نقول رداً على هذه الشبهة:
نحن نقبِّل يد المعاونة، ولا نَقْبل يد المعاداة فهما شيئان متغايران، لأن كل صفة من صفات الكافر ليست بكافرة أو ناشئة من كفره، لذا لا مشاحة في مصافحة يد الكافر الذي مدها لمعاونة الاسلام، وذلك لدفع عدو الاسلام المعتدى العريق . بل قبولها انما هو خدمة للاسلام. أما أنت ايها الكافر الملعون فتمدّ يد الخصومة التي لا تهدأ، وتريد منا تقبيلها مع الاستسلام. ونحن نعلم أن مسها -فضلا عن تقبيلها- جناية على الاسلام وعداء له.

الخطوة الثالثة
يوسوس بالذات أوبالوساطة فيقول:
أن من ساسوكم الى الان افسدوا واستهانوا بحقكم وشوشوا عليكم الادارة وظلموكم، اذاً فلستم اهلاً للادارة، فاتخذوني وصيّاًعليكم وارضوا بحكمي وادارتي شؤونكم.

------------------------------------------------------------------------

(1) المقصود: الالمان الذين كانوا حلفاء الدولة العثمانية. المترجم.

لايوجد صوت