فلو تحدى ظلمهم صادق لوجه الحق، والتجأ الى جامع اياصوفيا، فلا يتحرجون من هدم ذلك البناء الشامخ الذي لا يقدّر بثمن. واذا ما وجد في قرية من يقاومهم فلا يرون بأساً من إبادة القرية كاملة بشيبها وشبابها اذ يرون ان لهم صلاحية افناء جماعة برمتها اذا كان فيها من يضرهم. فتباً لمدنيةٍ خولتهم هذه الصلاحية.
اذاً أفيمكن ان يتفق قلبٌ مع قلبِ مَن يتلذذ بغرز خنجر الظلم فيه؟
أفيمكن ان لا يوجد مشاغب في مدينة أو قرية أو جماعة؟ فكيف يمكن اذاً ادامة حياة انسانٍ مريض مقيد، سُلب منه عصاه، وسلط عليه كلبان ذوا مخالب وانياب: ان (الانكليز) كالشيطان الرجيم يثير احاسيس الانسان الخبيثة ويشجع الاخلاق الرذيلة في حين يطفئ جذوة المشاعر النبيلة.
وان ما يظهره هذا العدو من حقد دفين لا يسكن ليس هو نتيجة الحرب الحالية لان انهزامنا كان كافياً لتسكينه كما سكن لدى الآخرين!..
فيا ايها المسلمون، أفبعد كل هذه الاحوال تنخدعون؟ أفبعد ما رأيتم من قربٍ قبحَ الكفار وشناعتهم - بعد ما كان يُرى جميلاً من بعيد - تستحسنون ما استقبحه الشرع والعقل ومصلحة الاسلام.
استعيذوا بالله من همزات الشيطان، والتجئوا اليه متضرعين نادمين وتوسلوا برحمة الرحمن الرحيم.