(رسالة الشيوخ) | الرجاء الاول | 5
(1-82)

بناء العمر يذوي حجراً إثر حجر غافلاً يغط الروح وبناؤه قد اندثر
فجسمي الذي هو مأوى روحي، بدأ يتداعى ويتساقط حجراً إثر حجر على مرّ الايام.. وآمالي التي كانت تشدّني بقوة الى الدنيا، بدأت اوثاقها تنفصم وتنقطع. فدب فيّ شعور بدنو وقت مفارقة من لايحصى من الاحبة والاصدقاء، فاخذت ابحث عن ضماد لهذا الجرح المعنوي الغائر، الغائر، الذي لا يرجى له دواء ناجع كما يبدو!. لم استطع أن اعثر له على علاج، فقلت ايضاً كما قال نيازي المصري:
حكمة الاله تقضي فناء الجسد والقلب توا ق الى الابد
لهف نفسي من بلاء وكمد حار لقمان في أيجاد الضمد
وبينما كنت في هذه الحالة اذا بنور الرسول الكريم y الذي هو رحمة الله على العالمين، ومثالها الذي يعبر عنها، والداعي إليها، والناطق بها، واذا بشفاعته، وبما أتاه من هداية الهداية الى البشرية، يصبح يلسماً شافياً، ودواءاً ناجعاً لذلك الداء الوخيم الذي ظننته بلا دواء، ويبدل ذلك اليأس القاتم الذي احاطني الى نور الرجاء الساط.
اجل، ايها الشيوخ وايتها العجائز الموقرون، ويامن تشعرون كلكم بالشيخوية مثلي!. اننا راحلون ولامناص من ذلك.. ولن يُسمح لنا بالمكوث هنا بمخادعة النفس واغماض العين، فنحن مساقون الى المصير المحتوم. ولكن عالم البرزخ، ليس هو كما يتراءى لنا بظلمات الاوهام الناشئة من الغفلة، وبما قد يصوره اهل الضلالة، فليس هو بعالم الفراق، ولا بعالم مظلم بل هو مجمع الأحباب، وعالم اللقاء مع الاحبة والاخلاّء، وفي طليعتهم حبيب رب العالمين وشفيعنا عنده يوم القيامة عليه افضل الصلاة والسلام.
نعم، ان مَن هو سلطان ثلاثمائة وخمسين مليوناً من الناس في كل عصر، عبر ألف وثلاثمائة وخمسين سنة وهو مربى ارواحهم، ومرشد عقولهم، ومحبوب قلوبهم، والذي يُرفع الى صحيفة حسناته يومياً امثال ما قدمت أمته من حسنات، اذ (السبب كالفاعل) والذي هو 

لايوجد صوت