جاء في مستهل (الشعاع الرابع) الذي هو تفسير للآية الكريمة: ﴿حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيل﴾(آل عمران:173) ما خلاصته:
حينما جرّدني أرباب الدنيا من كل شيء، وقعت في حمسة ألوان من الغربة. ولم ألتفت الى ما في (رسائل النور) من أنوار مسلية ممدّة، جراء غفلة اورثها الضجر والضيق وانما نظرت مباشرة الى قلبي وتحسست روحي، فرأيت انه يسيطر عليّ عشق في منتهى القوة للبقاء، وتهيمن عليّ محبة شديدة للوجود، ويتحكم فيّ شوق عظيم للحياة.. مع ما يمكن فيّ من عجز لاحد له، وفقر لانهاية له. غير ان فناءً مهولاً مدهشاً، يطفىء ذلك البقاء ويزيله، فقلت مثلما قال الشاعر المحترق الفؤاد:
حكمة الأله تقضي فناء الجسد والقلب توّاق الى الابد
لهف نفسي من بلاء وكمد حار لقمان في ايجاد الضمد
فطأطأت رأسي يائساً.. واذا بالآية الكريمة: ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾ تغيثني قائلة: إقرأني جيداً بتدبر وامعان، فقرأتها بدوري خمسمائة مرة في كل يوم، فكلما كنت أتلوها كانت تكشف عن بعضٍ من أنوارها وفيوضاتها الغزيرة، فرأيت منها بعين اليقين – وليس بعلم اليقين – تسع مراتب حسبية:
المرتبة النورية الحسبية الاولى:
ان ما فيّ من عشق البقاء، ليس متوجهاً الى بقائي أنا، بل الى وجود ذلك الكامل المطلق والى كماله وبقائه. وذلك لوجود ظلٍ لتجلٍ من تجليات اسمٍ من اسماء الجليل والجميل المطلق ذي الكمال المطلق، وهو المحبوب لذاته – أي دون داعٍ الى سبب – في ماهيتي