(رسالة الشيوخ) | الرجاء الاول | 77
(1-82)

هم انفسهم على خطأ فيما يدّعون، وبينا أن في تقريرهم المتكون من خمس اوراق حوالي عشرة اخطاء.
وبينما كنا ننتظر التهديد والاوامر المشددّة من الدوائر الرسمية السبع التي ارسلت اليها رسائل الثمرة والدفاع كما اُرسلت الى دائرة العدل جميع الرسائل، ولاسيما تلك الرسائل الخاصة المتضمنة للصفعات الشديدة والتعرض لاهل الضلالة.. اجل بينما كنا ننتظر التهديد العنيف منهم، إذا بتقاريرهم المسلية وهي في منتهى اللين والرقة – الشبيهة بتلك الرسالة التي بعثها رئيس الوزراء الينا – وكأنهم يبدون رغبتهم في المصالحة معنا. فأثبت – كل هذا – اثباتاً قاطعاً ان حقائق رسائل النور بفضل العناية الإلهية وكرامتها قد غلبتهم وانتصرت عليهم حتى جعلتهم يقرأونها ويسترشدون بها، وحولت تلك الدوائر الرسمية الواسعة الى ما تشبه المدارس النورية، وانقذت كثيراً من الحيارى والمترددين وشدّت من ايمانهم، مما ملأنا بهجة وسروراً هو اضعاف اضعاف ما كنا نعانيه من ضيق وضجر.
ثم دسّ الاعداء المتسترون السم في طعامي، ونقل بطل النور الشهيد (حافظ علي) على اثرها الى المستشفى بدلاً عني، ومن ثم ارتحل الى عالم البرزخ ايضاً عوضاً عني، مما جعلنا نحزن كثيراً ونبكي بكاءً حاراً عليه.
لقد قلت يوماً – قبل نزول هذه المصيبة بنا – وانا على جبل قسطموني. بل صرخت مراراً: يا اخواني (لاتلقوا اللحم امام الحصان ولا العشب امام الاسد) بمعنى: لا تعطوا كل رسالة أياً كان حذراً من أن يتعرضوا لنا بسوء. وكأن الاخ (حافظ علي) قد سمع بهاتفه المعنوي كلامي هذا (وهو على بعد مسيرة سبعة ايام). فكتب اليّ – في الوقت نفسه – يقول : (نعم يا استاذي.. انها من احدى كرامات رسائل النور وخصائصها أنها لا تعطي اللحم الحصان ولا العشب الأسد، بل تعطي العشب الحصان واللحم الاسد!) حتى اعطى ذلك العالِم رسالة الاخلاص، وبعد سبعة ايام تسلمنا رسالته هذه، وبدأنا

لايوجد صوت