الصوفية، فأصبحوا الوسيلة في جمعنا في تلك المدرسة اليوسفية (سجن دنيزلي) مع طلاب النور القادمين من عدة ولايات.
هذا وان تفاصيل هذا الرجاء السادس عشر هي في تلك الرسائل التي ارسلتها سراً من (قسطموني) والتي ضمت في كتاب (ملحق قسطموني) وفي الرسائل المقتضبة السرية التي كنت قد ارسلتها الى اخواني من سجن دنيزلي. ويرد تفاصيله ايضاً في (الدفاع) المرفوع امام محكمة دنيزلي.
فحقيقة هذا الرجاء تظهر بوضوح في ذلك، نحيل الى تلك التفاصيل المذكورة في (الملحق) و (الدفاع) ونشير هنا اشارة مختصرة اليها:
لقد خبأتُ بعض الرسائل الخاصة والمجموعات المهمة ولاسيما التي تبحث عن دجال المسلمين (السفياني) وعن كرامات رسائل النور، خبأتها تحت أكوام من الحطب والفحم لأجل أن تنشر بعد وفاتي، او بعد أن تصغي آذان الرؤساء وتعي رؤوسهم الحقيقة ويرجعوا الى صوابهم. كنت مطمئت البال من هذا العمل، ولكن ما ان داهم موظفو التحريات ومعاون المدعي العام البيت واخرجوا تلك الرسائل المهمة المخبوءة من تحت اكوام الفحم والحطب، ساقوني الى سجن (اسبارطة) وانا اعاني من اعتلال صحتي ما اعاني. وبينما كنت متألماً بالغ الالم ومستغرقاً في التفكير حول ما اصاب رسائل النور من اضرار، اذا بالعناية الربانية تأتي لأغاثتنا جميعاً حيث بدأ المسؤولون الذين هم في أمسّ الحاجة الى قراءة تلك الرسائل المخبوءة القيمة، بدأوا بدراستها بكل اهتمام ولهفة، فتحولت تلك المحافل الرسمية الى ما يشبه المدارس النورية، اذ انقلب النقد والجرح عندهم الى نظرة الاعجاب والتقدير. حتى انه في (دنيزلي) قرأ الكثيرون سواء من المسؤولين او غيرهم – دون علمنا – رسالة (الآية الكبرى) المطبوعة بسرية تامة فازدادوا أيماناً واصبحوا سبباً لجعل مصيبتنا كأن لم تكن.