(رسالة الشيوخ) | الرجاء الاول | 74
(1-82)

الرجاء السادس عشر
عندما ساقوني منفياً الى قسطموني(1) بعد أن اكملت سنة محكوميتي في سجن (اسكي شهر) وانا الشيخ الهرم، مكثت موقوفاً هناك في مركز الشرطة حوالي ثلاثة اشهر. ولا يخفى عليكم مدى الأذى الذي يلحق بمثلي في مثل هذه الاماكن، وقد انعزل عن الناس، ولا يتحمل البقاء حتى مع اصدقائه الاوفياء، ولا يطيق أن يبدل زيه الذي اعتاد عليه(1).
فبينما كان اليأس يحيط بي من كل جانب، اذا بالعناية الإلهية تغيث شيخوختي، اذ اصبح افراد الشرطة المسؤولين في ذلك المخفر بمثابة اصدقاء أوفياء، حتى كانوا يخرجونني متى شئت للاستجمام والتجوال في سياحة حول المدينة وقاموا بخدمتي كأي خادم خاص، فضلاً عن أنهم لم يصروا عليّ بلبس القبعة مطلقاً.
ثم دخلت المدرسة النورية التي كانت مقابل ذلك المخفر في قسطموني وبدأت بتأليف الرسائل، وبَدأ كل من (فيضي وامين وحلمي وصادق ونظيف وصلاح الدين) وامثالهم من ابطال النور يداومون في تلك المدرسة لاجل نشر الرسائل وتكثيرها، وأبدوا في مذكراتهم العلمية القيمة التي أمضوها هناك جدارة تفوق ما كنت قضيتها ايام شبابي مع طلابي السابقين.
ثم بدأ اعداؤنا المتسترون يحرَضون علينا بعضاً من المسؤولين وبعضاً ممن يعتدون بأنفسهم والمغرورين من العلماء والمشايخ 
-------------------------------------------------
(1) مدينة تقع في شمالي تركيا، نفي اليها الاستاذ النورسي سنة 1936 وظل فيها تحت الاقامة الاجبارية في غرفة مقابل مخفر الشرطة الى ان سيق منها (سنة 1943) موقوفاً لمحاكمته في محكمة الجزاء الكبرى في (دنيزلي). – المترجم.
(1) حيث اكره الناس على لبس القبعة والزي الاوروبي بعد صدور (قانون القيافة). – المترجم.

لايوجد صوت