الحجة الزهراء | المقام الاول | 23
(1-94)

اولاً: ان جميع الدلائل المشيرة على الحشر والآخرة والشاهدة على حجة (وإليه المصير) في ختام القسم الاول من هذا الدرس، تشهد كذلك على الحقيقة الايمانية الواسعة التي تشير اليها (مالك يوم الدين) .
ثانياً : كما ان ربوبية صانع هذا الكون ورحمته الواسعة وحكمته السرمدية، وكذا جماله وجلاله وكماله الازلي الابدي، وكذا صفاته الجليلة المطلقة ومئات من اسمائه الحسنى، تستدعي كلها الآخرة قطعاً - كما قيل في ختام الكلمة العاشرة - كذلك القرآن الكريم بالوف من آياته وبراهينه.. وكذا الرسول الكريم محمدy بمئات من معجزاته وحججه.. وكذا جميع الانبياء والمرسلين عليهم السلام.. وكذا الكتب السماوية والصحف المقدسة بدلائلها غير المحدودة، تشهد جميعاً على الآخرة.
وبعد، فمن لايؤمن بالحياة الباقية في الدار الآخرة انما يقذف نفسه في جهنم معنوية ينشؤها الكفر، فيقاسى العذاب دوماً، ولمّا يزل في الدنيا، حيث تنزل الازمنةُ الماضية جميعُها والمستقبلة والمخلوقات والكائنات بزوالها وفراقها مطر السوء على روحه وقلبه فتذيقه آلاماً لاحد لها واعذبة كعذاب جهنم قبل ان يدخلها في الاخرة. كما وضح ذلك في رسالة (مرشد الشباب) .
ثالثاً : نشير برمز (يوم الدين) الى حجة عظيمة وقوية للحشر. ولكن حالة فجائية معينة سببت في تأخير تلك الحجة الى وقت آخر. وربما لم تبق حاجة اليها بعد؛ لأن رسائل النور قد اثبتت بمئات الحجج القوية القاطعة ان مجئ صبح الحشر وحلول ربيع النشور يقين كمجئ النهار عقب الليل ومجئ الربيع عقب الشتاء.

الكلمة الخامسة: وهي ﴿إياكَ نَعْبُدُ وإياكَ نَسْتَعينُ﴾.
قبل الاشارة الى ما فيها من حجة ورد الى القلب بيان سياحة خيالية

لايوجد صوت