الحجة الزهراء | المقام الاول | 26
(1-94)

الاصدقاء الكبار والصغار.
والآن انتهت المقدمة، ونرجع الى ما نحن بصدده. وهو اشارة مختصرة الى الحجة التى تشير اليها (إياك نعبد وإياك نستعين).
أولاً: إننا نشاهد بأبصارنا فعالية وخلاقية مهيبتين دائمتين وفي أتم أنتظام وانسجام تجريان في الكون باسره ولاسيما على سطح الارض. ونشاهد ربوبية مطلقة رحيمة مدبّرة ضمن هذه الفعالية والخلاقية تستجيب لاستعانات واستغاثات تنطلق مما لايحد من ذوي الحياة غير المحدودة واستمداداتها ودعواتها الفعلية والحالية والقولية استجابة تتسم بكمال الحكمة ومنتهى العناية. ونرى تجليات الوهية مطلقة ومعبودية عامة ضمن هذه الربوبته وضمن مظاهر استجابة كل كائن حي على حدة استجابة فعلية لمقابلة الوف الانماط من العبادات الفطرية والاختيارية التي تؤديها جميع المخلوقات ولاسيما ذوي الحياة وبخاصة طوائف الانسان، يراها العقل السليم ويبصرها الايمان. كما تخبر عنها جميع الكتب السماوية والانبياء الكرام عليهم السلام .
ثانياً: ان انشغال كل جماعة من الجماعات الثلاث المذكورة في المقدمة، بما ترمز اليها (ن) نعبد؛ انشغالها جميعاً ومعاً بعبادات فطرية واختيارية وباشكال مختلفة تدل بالبداهة على أنها مقابلةٌ شاكرة ازاء ألوهية معبودة وشهادات قاطعة لاحد لها على وجود المعبود المقدس .
وان لكل جماعة من الجماعات الثلاث المذكورة ولكل طائفة من طوائفها، ولكل فرد من افرادها ابتداءً من مجموع الكون كله الى جماعة ذرات جسد واحد، إستعانة فعلية وحالية، ولكل منها دعاء خاص بها كما يرمز الى ذلك(ن) نستعين. فالسعي لإعانة كل منها واغاثتها واستجابة دعائها، شهادة صادقة لاتقبل الشبهة قطعاً على مدبّر رؤوف رحيم .
فمثلاًً :مثلما ذكرت (الكلمة الثالثة والعشرون) : ان استجابة

لايوجد صوت