الحجة الزهراء | المقام الاول | 28
(1-94)

طرق الكفر والانكار طويلة جداً وذات مشكلات ومخاطر. فلاشك ان هذا الكون الذي يساق في طريق ذات استقامة وحكمة وهي اقصر الطرق واسهلها في كل شئ، لايمكن ان تكون فيه حقيقةالشرك والكفر. بينما حقائق الايمان والتوحيد واجبة وضرورية في هذا الكون ضرورة الشمس فيه.
وكذا فان ايسر الطرق في الاخلاق الانسانية وانفعها واقصرها واسلمها هي في الصراط المستقيم وفي الاستقامة.
فمثلاً: اذا فقدت القوة العقلية الحد الوسط، وهو الحكمة والاستقامة، التي هي سهلة نافعة، تهوى بالافراط والتفريط في خبٍ مضر وبلاهةٍ ذات بلية، فتعاني المهالك في طرقها الطويلة. وان لم تسلك القوة الغضبية طريق الشجاعة التي هي حد الاستقامة، هوت بالافراط في تهور وتجبّر ذي اضرار بالغة وظلم شنيع، وبالتفريط الى كثير من التخوف والتجبن المذلّ المؤلم، فتعاني عذاباً وجدانياً دائماً جزاءً لما ارتكبت من خطإ فقدها حد الاستقامة. وما في الانسان من قوة شهوية إذا ضيعت طريق الاستقامة السليمة والعفة تهوى بالافراط في الفجور والفحش ذات المصائب، وبالتفريط في الخمود، أي الحرمان من أذواق النعم ولذائذها؛ فتعاني آلام ذلك المرض المعنوي.
وهكذا قياساً على ما ذكر؛ فان الاستقامة هي انفع طريق واسهلها واقصرها من بين جميع الطرق المسلوكة في حياة الانسان الشخصية والاجتماعية. وإذا مافقد الانسان الصراط المستقيم فان تلك الطرق تكون طويلة جداً وذات بلايا كثيرة ومصائب واضرار.
بمعنى ان ( إهدنا الصراط المستقيم) دعاء جامع وعبودية واسعة ؛ كما انها اشارة الى حجة في التوحيد والى درس في الحكمة وتعليم الاخلاق.

لايوجد صوت