الحجة الزهراء | المقام الاول | 31
(1-94)

الايمان جنة معنوية حتى في الدنيا؛ مع سعادة خالدة في الآخرة.. كل ذلك بسر حقائق الايمان .
والتيار الثاني: هم الذين ضلوا عن سواء السبيل جاعلين بالافراط والتفريط؛ العقل وسيلة عذاب واداة لمّ الآلام؛ فأردوا البشرية في دركات سحيقة أضل من الانعام، فاستحقوا الغضب الالهي فنزلت بهم صفعات المصائب جزاء ظلمهم الذي ارتكبوه في الدنيا. زد على ذلك انهم جعلوا بالضلالة التي هم فيها وبالعقل المرتبط مع الموجودات؛ الكون موضع احزان وآلام ومأتماً عاماً؛ ومذبحة لذوى حياة؛ يتقلبون في دوامات الزوال والفراق، ومسلخة قذرة ضربت الفوضى اطنابها في الآفاق.لذا انحصرت روح الضال ووجدانه بجهنم معنوية في الدنيا، واصبح أهلاً لعقاب اليم في الآخرة.
وهكذا فان الآية الكريمة التي في ختام سورة الفاتحة: ﴿الذينَ اَنعَمْتَ عليهم غَيرِ المغضُوبِ عَليهم ولاالضّآلين﴾ تبين هذين التيارين العظيمين.
فمنبع جميع الموازنات المذكورة في رسائل النور واساسها ومرشدها هي هذه الآية الكريمة. وحيث ان رسائل النور قد فسرت هذه الآية الكريمة بمئات من موازناتها. نحيل ايضاحها الى تلك الرسائل مكتفين بهذه الاشارة.

الكلمة التاسعة: وهي ( آمين) ! واشارة قصيرة جداً اليها هي :
لما كانت (ن) التي في (نعبد ونستعين) تبين لنا الجماعات العظيمة الثلاث؛ ولاسيما جماعة الموحدين في جامع العالم الاسلامي وبخاصة ملايين المصلين الذين يؤدون الصلاة في ذلك الوقت؛ وتجعلنا ضمن صفوفهم ؛ فاتحة امامنا طريقاً سوياً لنكسب حظاً من أدعيتهم، ولنغنم تصديقهم لنا لنطقهم بمثل ماننطق به نحن، ولنحظى بنوع من شفاعتهم؛ فنحن كذلك بقولنا: (آمين) نعزز أدعية اولئك الموحدين المصلين؛

لايوجد صوت