الحجة الزهراء | المقام الاول | 79
(1-94)

والكون بالنسبة لتلك القدرة، واحياء نواة واحدة والشجرة الباسقة ونفس واحدة وجميع ذوى الارواح في الحشر سواء إزاء تلك القدرة ويسير عليها. فلا فرق لديها بين الكبير والصغير والقليل والكثير. والشاهد الصادق القاطع على هذه الحقيقة هو ما نشاهده في خلق الاشياء من كمال الصنعة والنظام والميزان والتميز والكثرة في السرعة المطلقة مع السهولة المطلقة واليسر التام. فهذه الحقيقة المذكورة هي مضمون المرتبة الاولى التي هي:
[وبسر مشاهدة غاية كمال الانتظام الاتزان الامتياز الاتقان المطلقات مع السهولة المطلقة في الكثرة والسرعة والخلطة]
المرتبة الثانية: وهي: [وبسر النورانية والشفافية والمقابلة والموازنة والانتظام والامتثال]
نحيل ايضاح هذه المرتبة وتفاصيلها الى ختام (الكلمة العاشرة) والى (الكلمة التاسعة والعشرين) والى (المكتوب العشرين) ونشير اليها هنا اشارة مختصرة:
نعم، كما ان دخول ضوء الشمس وصورتها - من حيث النورانية - بالقدرة الربانية في سطح البحر وفي حبابه كلها يسير، كدخوله في قطعة زجاجية، كلاهما سواء.كذلك القدرة النورانية لمن هو نور الانوار، فان خلقها للسموات والنجوم وتسييرها يسيرعليها كخلق الذباب والذرات وتسييرها، فلا يصعب عليها شئ.
وكما توجد - بخاصية الشفافية - صورة الشمس المثالية في مرآة صغيرة وفي بؤبؤ العين بالقدرة الالهية، فبالسهولة نفسها يعطي ذلك الضوء وتلك الصور بالأمر الالهي الى جميع الاشياء اللماعة والى جميع القطرات وجميع الذرات الشفافة والى سطح البحار. كذلك فان جلوة القدرة المطلقة وتأثيرها في ايجاد نفس واحدة هو بالسهولة نفسها في خلقها الحيوانات كلها حيث ان وجه الملكوتية والماهية للموصنوعات شفاف ولماع. فلا فرق بالنسبة الى تلك القدرة بين

لايوجد صوت