الحجة الزهراء | المقام الاول | 76
(1-94)

ثم ان جميع دلائل (العلم) المذكورة سابقاً هي دلائل (الارادة الالهية) ايضاً، اذ كلاهما يعملان مع (القدرة الالهية) فلاينفك احدهما عن الآخر. فكما ان توافق الاعضاء النوعية والجنسية لافراد كل جنس ونوع يدل على ان صانعها واحد احد كذلك الاختلافات في ملامح وجوهها اختلافاً ذات حكمة تدل دلالة قاطعة على ان ذلك الصانع الواحد الاحد، فاعل مختار، يخلق كل شئ بالارادة والاختيار والمشيئة والقصد.
وهكذا فقد انتهى بيان الترجمة المختصرة للفقرة العربية المذكورة، الدالة دلالة كلية فريدة على (الارادة الالهية) .
كنت قد عزمت على كتابة نكات مهمة جداً تخص (الارادة الالهية) كما هي في مسألة (العلم الالهي) ، الاّ ان المرض الناشئ من التسمم قد ألحق ارهاقاً بدماغي، فأؤجلها الى وقت آخر بمشيئة الله.
اما الفقرة التي تخص القدرة الالهية فهي:
[الله اكبر من كل شئ قدرة وعلماً اذ هو القدير على كل شئ بقدرة مطلقة محيطة ضرورية ناشئة لازمة ذاتية للذات الاقدسية فمحال تداخل ضدها فلا مراتب فيها فتتساوى بالنسبة اليها الذرات والنجوم والجزء والكل والجزئي والكلي والنواة والشجر والعالم والانسان.. بسر مشاهدة غاية كمال الانتظام، الاتزان، الامتياز، الاتقان المطلقات.. مع السهولة في الكثرة والسرعة والخلطة المطلقة.. وبسر النورانية والشفافية والمقابلة والموازنة والانتظام والامتثال.. وبسر امداد الواحدية ويُسر الوحدة وتجلي الاحدية. وبسر الوجوب والتجرد ومباينة الماهية.. وبسر عدم التقيد وعدم التحيز وعدم التجزي.. وبسر انقلاب العوائق والموانع الى حكم الوسائل المسهلات.. وبسر ان الذرة والجزء والجزئي والنواة والانسان ليست بأقل صنعة وجزالة من النجم والكل والكلي والشجر والعالم، فخالقها هو خالق هذه بالحدس الشهودي.. وبسر ان المحاط والجزئيات كالامثلة المكتوبة المصغرة

لايوجد صوت