وتلك الحقيقة هي معنى الآية الكريمة المذكورة.
اي: ايها الجن والانس ان خلقكم جميعاً وبعثكم يوم الحشر يسير على قدرتي يسر ايجاد نفس واحدة، فهو الذي يخلق الربيع بمثل خلقه زهرة واحدة في سهولة ويسر. فلا فرق بالنسبة لتلك القدرة بين الجزئي والكلي والصغير والكبير والقليل والكثير. فهي تجري السيارات بسهولة جريها للذرات.
فتلك الفقرة العربية المذكورة تبين هذه المسألة الجليلة بحجة قوية قاطعة في تسع مراتب.
ان الفقرة الآتية تشير الى اساس المراتب وتلخص باختصار شديد الفقرة العربية:
[اذ هو القدير على كل شئ بقدرة مطلقة محيطة ضرورية ناشئة لازمة ذاتية للذات الاقدسية فمحال تداخل ضدها فلا مراتب فيها فتتساوى بالنسبة اليها الذرات والنجوم والجزء والكل والجزئي والكلي والنواة والشجر والعالم والانسان].
اي: هو القدير على كل شئ بقدرة محيطة بكل شئ، ولازمة بلزوم ذاتي وواجبة ضرورية ناشئة - كما في علم المنطق - للواجب الوجود، محال انفكاكها ولا يمكن ذلك قطعاً.
فما دامت مثل هذه القدرة لازمة بمثل هذا اللزوم للذات الاقدس، فلاشك ان العجز الذي هو ضد القدرة لايدخلها بأية جهة كانت، فلا يكون عارضاً للذات الاقدس وحيث ان وجود المراتب في شئ، هو بتداخل ضده فيه - فمثلاً: مراتب الحرارة ودرجاتها هي بدخول البرودة، ودرجات الجمال هي بمداخلة القبح - فمحال دنو العجز الذي هو ضده من هذه القدرة الذاتية، فلابد ان لا مراتب في تلك القدرة المطلقة. وحيث لامراتب فيها، تتساوى النجوم والذرات ازاءها، ولافرق بين الجزء والكل والفرد الواحد وجميع نوعه والانسان