كذلك الامر اذا اسند كل شئ الى الواحد الاحد فانه يسهل كسهولة الشئ الواحد، بينما اذا اسند الى الاسباب فان امر كائن حي واحد يكون صعباً وعسيراً كالارض كلها، بل يكون غير ممكن قطعاً.
بمعنى ان في الوحدة سهولة بدرجة الوجوب واللزوم، وفي الكثرة ومداخلة الايدي تبلغ الصعوبة بدرجة عدم الامكان.
فكما ذكر في (المكتوبات) من كليات رسائل النور انه اذا فوض اختلاف الليل والنهار وحركات النجوم وتحولات الفصول السنوية كالخريف والشتاء والربيع والصيف الى مدبّر واحد وآمر واحد، فان ذلك الآمر الاعظم يأمر الارض التي هي جندي من جنوده ان: قومي، دوري، سيري وهي بدورها تنهض منجذبة بنشوة الامر وتتحرك كالعاشق المولوي حركتين يومية وسنوية وتصبح وسيلة سهلة جداً لتحولات المواسم وحركات النجوم الظاهرية والخيالية، مظهرة السهولة التامة واليسر المتناهي في الوحدة.
ولكن لو ترك الامر - لا الى ذلك الآمر الواحد - بل الى الاسباب والى هوى النجوم ورغباتها، وقيل للارض: قفي لاتجولي، فلربما يحصل وضع الارض في حصول المواسم والليل والنهار بقطع الوف النجوم والشموس التي هي اضخم من الارض بالوف المرات مسافات تبلغ ملايين السنين بل مليارات السنين في كل ليلة وفي كل سنة! اي يكون الامر صعباً ومشكلاً بدرجة المحال وغير الممكن.
المرتبة الثالثة: وهي كلمة (تجلي الاحدية) تشير الى حقيقة في منتهى السعة والعمق والدقة والعظمة، نحيل ايضاحها واثباتها الى رسائل النور مبينين نكتة من نكاتها ضمن تمثيل قصير جداً.
نعم، كما ان الشمس تنور الارض كلها بضيائها، وتصبح مثالاً للواحدية، فهي بوجود صورتها ومثالها بالوانها السبعة وصورتها