الحجة الزهراء | المقام الاول | 85
(1-94)
الذاتية في كل ما يقابلها من شئ شفاف كالمرآة فيها تصبح مثالاً للاحدية.
فلو كان للشمس علم وقدرة واختيار وكانت للقطع الزجاجية وقطرات الماء والحباب التي تنعكس فيها الشميسات قابليات، لكانت توجد شمس كاملة بقانون الارادة الالهية في كل منها وبجنب كل منها، توجد بصفاتها وبصورتها، من دون ان يعيق او ينقص وجودها في سائر الاماكن عن تصرفها شيئاً، فتكون سبباً لمظاهر كبيرة جداً بأمر القدرة الربانية وتأثيرها وحكمها، فتبين ما في الاحدية من سهولة فوق المعتاد.
كذلك الصانع الجليل فانه باعتبار الواحدية يرى الاشياء كلها وهو رقيب عليها بعلمه وبارادته وبقدرته المحيطة بكل شئ، كما انه من حيث الاحدية وبتجليها موجود جنب كل شئ ولاسيما ذوي الحياة، باسمائه وصفاته الجليلة، بحيث يخلق بسهولة تامة في آن واحد الذبابة في نظام النسر، والانسان في نظام الكون العظيم. فيخلق ذوي الحياة بمعجزات كثيرة وكثيرة بحيث لواجتمعت جميع الاسباب لخلق بلبل واحد اوذبابة واحدة لعجزت. فالذي يخلق بلبلاً هو خالق الطيور لاغيره والذي يخلق انساناً هو خالق الكون لاغيره.

المرتبة الرابعة والخامسة: هما.. [وبسر الوجوب والتجرد ومباينة الماهية، وبسر عدم التقيد وعدم التحيز وعدم التجزي]
ان نقل ما تفيده هاتان المرتبتان الى افهام عامة الناس عسير جداً، لذا نبين فحواهما باختصار مع ذكر بضع نكات قصيرة منهما.
اي: ان قديراً مطلقاً يملك وجوداً هو اقوى وامتن مراتب الوجود وهي مرتبة الوجوب الذي هو ازلي وابدي والمنّزه عن الماديات والمجرد عنها، ويحمل ماهية مقدسة مباينة لجميع الماهيات.. هذا
لايوجد صوت