الحجة الزهراء | المقام الاول | 87
(1-94)

الموانع الإحجام والممانعة ازاء تجلٍ للارادة الالهية ولتوجه الامر الرباني، وتصبح وسيلة تسهيل وتيسير. فالقدرة السرمدية تخلق الكون ومخلوقات الارض قاطبة بسهولة خلقها تلك الشجرة، لايصعب عليها شئ. فلو لم تسند جميع الخلق الى تلك القدرة فان انشاء تلك الشجرة، الواحدة وادارتها تكون صعبة صعوبة ادارة جميع الاشجار، بل صعوبة خلق الارض وادارتها. لان كل شئ عندئذٍ يكون مانعاً وحائلاً. ولو اجتمعت الاسباب جميعها في هذه الحالة لاتستطيع ان ترسل الارزاق اللازمة من معدة عقدتها الحياتية ومن زمبركها الناشئة من الامر والارادة، وتوصيلها بانتظام الى ثمراتها واوراقها واغصانها. الاّ اذا اسند الى كل جزء من اجزاء الشجرة بل حتى الى كل ذرة من ذراتها بصراً يبصر كل الشجرة وكل جزء منها وكل ذرة من ذراتها، وعلماً محيطاً بكل شئ وقدرة قادرة على كل شئ.
وهكذا اصعد، هذه المراتب الخمس وانظر كم في الشرك والكفر من مشكلات ومحالات. واعلم مدى امتناعهما وبعدهما عن معايير العقل والمنطق، ومدى السهولة في طريق الايمان والقرآن بل مدى ما فيها من حق وحقيقة مستساغة بدرجة الوجوب. ومدى معقوليتها وقطعيتها وسهولتها ومقبوليتها بدرجة اللزوم. شاهد هذه الحقيقة وقل: الحمد لله على نعمة الايمان.
(لقد سببت الضغوط والمضايقات تأجيل القسم الباقي من هذه المرتبة العظيمة الى وقت آخر بمشيئة الله).
المرتبة السابعة: وهي: [وبسّر ان الذرة والجزء والجزئي والنواة والانسان ليست بأقل صنعة وجزالة من النجم والكل والكلي والشجر والعالم]

تنبيه

لايوجد صوت