ان اسس حقائق هذه المراتب التسع وكنزها وشمسها هي آيتي سورة الاخلاص: ﴿قل هو الله احد الله الصمد﴾ فهي اشارات قصيرة الى لمعات من تجليات سر الاحدية والصمدية.
نلقي نظرة الى فحوى هذه المرتبة السابعة بنكتة او نكتتين محيلين تفاصيلها الى رسائل النور.
وهي تعني ان الذرة التي تؤدي وظائف عجيبة في العين والدماغ ليست بأقل صنعة وابداعاً من النجم، وليس الجزء بأقل جزالة من مجموعه الكل. فمثلاً: ليس الدماغ والعين بأقل اتقاناً وابداعاً، من الانسان. ولا الفرد الجزئي بأقل ابداعاً من النوع عامة، من حيث جمال الاتقان والغرابة في الخلق. ولا الانسان باقل صنعة من جنس الحيوان الكلي، من حيث اجهزته العجيبة. ولا البذرة التي هي بمثابة فهرس وبرنامج وقوة حافظة بأقل اتقاناً من شجرتها الباسقة، من حيث كمال الصنع والخزن. ولا الانسان الذي هو كون صغير بأقل ابداعاً من الكون العظيم، من حيث انه في احسن تقويم ويملك اجهزة خارقة جامعة مهيأة للقيام بالوف الوظائف العجيبة.
فالذي يخلق الذرة اذاً لايعجز عن خلق النجم، والذي يخلق اللسان - وهو عضو في الانسان - يخلق الانسان بسهولة ويسر بلاشك. والذي يخلق الانسان في احسن تقويم لاشك انه قادر على خلق الحيوانات كلها بسهولة كاملة، مثلما يخلقها امام أنظارنا. والذي يخلق النواة بماهية فهرس وقائمة مفردات، ودفتر قوانين أمرية، وعقدة حياتية، لاشك هو الذي يكون خالق جميع الاشجار. والذي جعل الانسان اشبه ببذرة معنوية للعالم وثمرة جامعة له ومظهراً لجميع اسمائه الالهية ومرآة لها ومرتبطاً بالكائنات كلها وخليفة للارض،