الحجة الزهراء | المقام الاول | 91
(1-94)

الذي اعترى جسمي من التسمم فضلاً عن الامراض المؤلمة. لذا اضطررت الى الاكتفاء باشارات قصيرة جداً الى مضمونها.

وهي تعني: كما لو كتب قرآن عظيم في الذرة - التي تطلق عليها في علم الكلام والفلسفة الجوهر الفرد غير القابل للانقسام - بذرات الاثير التي هي اصغر منها، وكتب ايضاً قرآن عظيم آخر في صحائف السموات بالنجوم والشموس، ثم قورن بينهما، فلاشك ان القرآن المكتوب بالجوهر الفرد ليس بأقل جزالة واعجازاً وابداعاً من القرآن العظيم والكبير الذي جمّل وجه السموات، وربما هو اكثر منه جزالة من جهة. كذلك ان ورد الزهرة ليست بأقل جزالة وصنعة من درّيّ نجم الزُهرَة ولا النملة ادنى من الفيل بل المكروب اكثر ابداعاً من الكركدن خلقة والنحلة بفطرتها العجيبة اعجب من النخلة بالنسبة الى قدرة خالق الكائنات. بمعنى ان خالق النحلة يخلق جميع الحيوانات، والذي يبعث نفساً واحدة يجمع الناس على صعيد الحشر ويبعثهم جميعاً، وسيحشرهم حتماً. فلا يصعب على تلك القدرة شئ ، كما تشاهد مئات الوف النماذج من الحشر في كل ربيع امام اعيننا.
ومضمون الجملة العربية الاخيرة وفحواها المختصر هو:
ان اهل الضلالة لجهلهم بالحقائق الثابتة الراسخة للمراتب المذكورة، ولظهور الموجودات الى الوجود في منتهى السرعة والسهولة، فقد التبس عليهم تشكيلها وايجادها بقدرة صانع قدير مطلق القدرة، مع تشكّلها ووجودها بنفسها، فاتحين لانفسهم ابواب خرافات ومحالات غير محدودة تمجّها الاوهام والاذهان.اذ في تلك الحالة - مثلاً - يلزم اعطاء كل ذرة من ذرات كائن حي قدرة قادرة على صنع كل شئ وعلماً وبصراً يبصر كل شئ. اى انهم بعدم قبولهم لإله واحد أحد اضطروا الى قبول آلهة بعدد الذرات حسب مذهبهم، مستحقين الدخول الى اسفل سافلي جهنم.

لايوجد صوت