الآية الكبرى | الشعاع السابع | 103
(1-108)

من الرزاق الرحيم، وتأخذه منه بكل شكر وامتنان. فيهب سبحانه لكل منها من خزائن رحمته، رزقها الذي يناسبها وترضى به وتلتذ. بل ان الرزاق الرحيم قد خلق كلاً من تلك اللطائف كالعين والاذن والقلب والخيال والعقل وامثالها بمثابة مفتاح لخزينة رحمته كي يغمرها بالرزق الواسع. فمثلما العين مفتاح لخزائن الجواهر القيمة من الحسن والجمال المنبسط على وجه الكائنات، فاللطائف الاخرى كذلك كل واحدة منها مفتاح لعالم معين، تستفيد منه بالايمان.. وعلى كل حال فلنرجع الى أصل الموضوع.
فكما ان الخالق القدير الحكيم قد خلق الحياة خلاصة جامعة مستخلصة من الكائنات يحشّد فيها مقاصده العامة وتجليات اسمائه الحسنى. كذلك جعل الرزق في عالم الحياة مركزاً جامعاً للشؤون الربانية، خالقاً في ذوي الحياة غريزة الاشتهاء وتذوق الرزق، ليفسح بذلك المجال لأهم غاية لخلق الكائنات وحكمتها وهي جعل المقابل في شكر ورضى دائمين وكليين يتمان بكل خضوع وعبودية تجاه ربوبيته وتودّده سبحانه.
فمثلاً: أنه سبحانه قد عمّر كل طرف من أطراف المملكة الربانية الواسعة جداً؛ فعمَّر السماوات بالملائكة والروحانيين، وعمَّر عالم الغيب بالارواح، كما عمَّر العالم المادي - لحكمة بث الروح واضفاء البهجة فيه وبخاصة عالم الهواء والارض، بل كل جهة منه وفي كل وقت وأوان - بوجود الاحياء وبخاصة الطيور والطويرات والحشرات. فغرز الاحتياج للرزق وتذوقه في الحيوانات والانسان؛ وجعلهم يسعون دوماً وراء رزقهم. وكأن ذلك الاحتياج سوط تشويق لهم يسوقهم ويحركهم ويجريهم وراء الرزق منتشلاً إياهم من الكسل والعطالة، وما ذلك إلاّ حكمة من حكم الشؤون الربانية. ولولا امثال هذه الحكمة من الحكم المهمة لكان سبحانه يجعل التعيينات المقننة للحيوانات تسعى اليها دون كدٍ وعناء ولحاجة فطرية كما جعل ارزاق النباتات تسعى اليها هكذا.
ولو وجدت عين تستطيع رؤية انواع الجمال لاسم الرحيم وأوجه

لايوجد صوت