الآية الكبرى | الشعاع السابع | 105
(1-108)

اليها. وقد أكتفي بهذه الاشارة القصيرة الى تلك الخزينة الغنية الكبيرة نظراً لحالتي غير الملائمة.
* * *
وهكذا فصاحبنا السائح يقول: الحمد لله! الذي وفقني لأسمع الحقائق الثلاث والثلاثين التي تشهد على وجوب وجود خالقي ومالكي وعلى وحدته، والذي ظللت أبحث عنه في كل مكان وأسأل عنه كل شئ. تلك الحقائق التي كل منها عبارة عن شمس مشرقة تبدد كل ظلام، وكل منها بقوة الجبل الراسخ المستقر، وكل منها بتحقيقاتها تشهد في غاية القطعية على وجوده سبحانه وتدل باحاطتها في غاية الجلاء على وحدته، وتثبت خلالها سائر الاركان الايمانية اثباتاً قوياً. وان إجماع مجموع الحقائق واتفاقها قد حولت ايماننا من التقليد الى التحقيق، ومن التحقيق الى علم اليقين، ومن علم اليقين الى عين اليقين، ومن عين اليقين الى حق اليقين، فالحمد لله.. هذا من فضل ربي.
﴿الحمد لله الذي هَدانا لهذا وما كُنا لِنَهتَديَّ لولا أن هدانا الله لقَدْ جاءت رُسُلُ رَبِّنا بالحق﴾ (الاعراف: 43).
هذا وقد جاءت في الباب الثاني من المقام الاول إشارة قصيرة جداً الى الانوار الايمانية التي اكتسبها هذا السائح الباحث المشتاق في مشاهداته في المنزل الثالث من الحقائق الاربعة المعظمة:
[لا إله إلاّ الله الواحد الاحد الذي دلّ على وحدته في وجوب وجوده: مشاهدة عظمة احاطة حقيقة الفتاحية، بفتح الصور لأربعمائة ألف نوع من ذوي الحياة المكملة بلا قصور، بشهادة فنِ النبات والحيوان.. وكذا مشاهدة عظمة احاطة حقيقة الرحمانية الواسعة المنتظمة بلا نقصان بالمشاهدة والعيان.. وكذا مشاهدة عظمة حقيقة الادارة المحيطة لجميع ذوي الحياة والمنتظمة بلا خطأ ولا نقصان.. وكذا مشاهدة عظمة احاطة حقيقة الرحيمية والاعاشة الشاملة لكل

لايوجد صوت