الآية الكبرى | الشعاع السابع | 19
(1-108)

﴿فانظر الى آثار رحمتِ الله كيف يُحيي الارضَ بعدَ موتها إن ذلك لمُحيي الموتى وهو على كل شئ قدير﴾(الروم: 50).والآية نفسها تفيد باعجازجميل المعاني الواردة في هذه الصحيفة.
وفهم ما تردده كرة الارض بجميع صحائفها وبنسبة جسامتها وقوتها من: لا إلهَ إلاّ هو.
وهكذا لاجل بيان شهادة مختصرة، لوجه واحد فقط، من عشرين وجهاً، من وجوه صحيفة واحدة، من الصحائف الواسعة لكرة الارض، التي تربو على عشرين صحيفة، ولاجل بيان ما أفادته مشاهدات ذلك السائح في سائر الوجوه والصحائف.. ذكر في المرتبة الثالثة من المقام الاول:
[لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته:الارض بجميع ما فيها، وما عليها، بشهادة عظمة إحاطة حقيقة: التسخير، والتدبير، والتربية، والفتاحية وتوزيع البذور والمحافظة والادارة، والاعاشة، لجميع ذوي الحياة، والرحمانية والرحيمية العامة الشاملة المكملة بالمشاهدة].
* * *
ثم اصبح ذلك المسافر المتفكر كلما قرأ صحيفة قوي ايمانه الذي هو مفتاح السعادة، وزادت معرفته بالله التي هي مفتاح المدارج المعنوية، وانكشفت لبصيرته درجة اخرى من حقيقة الايمان بالله الذي هو الاساس القويم لجميع الكمالات ومنبعها الثر العذب. ومع انه قد وعى دروساً بليغة وتامة من السماء والجو والارض، بات يطلب المزيد. كلما منحته تلك الصحائف أذواقاً معنوية لطيفة، ولذائذ روحية كثيرة، مثيرة شغفه، منبهة ولعه بشدة قائلاً: هل من مزيد، واذا به يسمع صدى اذكار (البحار والانهار العظيمة) التي تتدفق خشوعاً

لايوجد صوت