الآية الكبرى | الشعاع السابع | 4
(1-108)

الحياة الأبدية ومفتاحها.
ولما كانت (رسائل النور) قد اثبتت هذه الحقيقة بوضوح تام، وببراهين قاطعة، نحيل اليها، مبينين هنا ورطتين تزعزعان ذلك اليقين الايماني في هذا العصر، وتؤديان الى الحيرة والتردد، وذلك ضمن (مسائل أربع) :
الورطة الاولى
وسبيل النجاة منها مسألتان:
 المسألة الاولى:
مثلما أثبت في (اللمعة الثالثة عشرة) من (المكتوب الحادي والثلاثين) بالتفصيل أنه: (لاقيمة للنفي في المسائل العامة امام الاثبات، فحكمه ضعيف وهزيل) .
مثال ذلك: اذا اثبت شاهدان من عامة الناس رؤية الهلال في أول شهر رمضان، ونفى الرؤية آلاف من الوجهاء والعلماء قائلين: (اننا لم نر الهلال) فان نفيهم هذا يبقى غير ذي قيمة او أهمية؛ ذلك لأن (بالاثبات) يؤازر الواحد الآخر ويقويه، ففيه تساند واجتماع. بينما (النفي) فلا فرق فيه ان يكون صادراً من شخص واحد أو من ألف شخص؛ اذ النافي منفرد باعتبار انه وحده الذي ينفي. ذلك لأن المثبت ينظر الى الامر نفسه ثم يصدر حكمه، كما هو الحال في مثالنا اذا قال أحدهم: هو ذا الهلال في السماء؛ فان الآخر يصدّقه ويؤيده مشيراً الى المكان نفسه، فيشتركان في النظر الى المكان نفسه، فيتساندان، ويقوى حكمهما ويرسخ. أما في النفي والانكار فالنافي لاينظر الى الأمر نفسه ولايسعه ذلك، لذا أصبحت القاعدة: (لايمكن اثبات النفي غير الخاص وغير المحدد مكانه) قاعدة مشهورة.
مثال ذلك: اذا اثبتُّ لك وجود شئ معين في الدنيا، وانكرتَ انت وجوده في الدنيا فينبغي لك ان تقوم بالبحث والتحري عنه في ارجاء الدنيا كافة لتثبت عدم وجود ذلك الشئ الذي أتمكن بنفسي أن أثبته

لايوجد صوت