الآية الكبرى | الشعاع السابع | 62
(1-108)

نعم ان اظهار الاشياء المتعاونة - وهي جامدة وبلا شعور ولا شفقة - اوضاعاً تنم عن الشفقة وتتسم بالشعور فيما بينها دليل وأيّ دليل على أنها تُدفع دفعاً للامداد والمعاونة فتجري بقوة رب ذي جلال، وبرحمة رحيم مطلق الرحمة، وبأمر حكيم مطلق الحكمة. وهكذا فان (التعاون) العام الجاري في الكون و(الموازنة) العامة السارية بكمال الانتظام و (المحافظة) الشاملة، ابتداء من المجرات والسيارات الى اجهزة الكائن الحي وأعضائه الدقيقة بل الى ذرات جسمه و (التزيين) الجاري قلمه من وجه السموات المتلألئ الى وجه الارض البهيج، بل الى وجه الازهار الجميلة و(التنظيم) الحاكم ابتداء من درب التبانة الى المنظومة الشمسية والى ثمار الذُرة والرمان وأمثالهما و (التوظيف) القائم ابتداءً من الشمس والقمر والعناصر والسحب الى النحل والنمل.. وامثالها من الحقائق العظيمة جداً، والشاهدة شهادة متناسبة مع عظمتها، تشكل الجناح الثاني لشهادة الكون على وجوده سبحانه ووحدانيته وتثبتها.
فما دامت رسائل النور قد اثبتت هذه الشهادة العظمى وبيّنتها، لذا نكتفي هنا بهذه الاشارة القصيرة جداً.
وهكذا ذكرت في المرتبة الثامنة عشرة من المقام الاول اشارة قصيرة لما تلقاه سائح الدنيا من درس الايمان من الكون:
[لاإله إلاّ الله الواجب الوجود، الممتنع نظيره، الممكن كل ما سواه، الواحد الاحد، الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: هذه الكائنات، الكتاب الكبير المجسم والقرآن الجسماني المعظّم والقصر المزين المنظم، والبلد المحتشم المنتظم، باجماع سورهِ وآياته وكلماتهِ وحروفهِ وابوابهِ وفصولهِ وصحفهِ وسطورهِ، واتفاق ِ اركانه وانواعهِ واجزائهِ وجزئياتهِ وسكنتهِ ومشتملاتهِ ووارداتهِ ومصارفهِ، بشهادة عظمةِ إحاطةِ حقيقة الحدوث والتغير والامكان، باجماع جميع عُلماء علم الكلام، وبشهادة حقيقة تبديل صورتهِ ومشتملاته بالحكمة والانتظام، وتجديدِ حروفهِ وكلماتهِ بالنظام والميزان، وبشهادة عظمة

لايوجد صوت