الآية الكبرى | الشعاع السابع | 95
(1-108)

فتح الصور - وشمولها بالقدرة نفسها، والحكمة نفسها، والصنعة نفسها، للناس كافة، وللحيوانات كافة، وللنباتات كافة، على ارجاء الارض كافة، لهي اقوى برهان على الوحدانية؛ ذلك لان فعل الاحاطة هو بذاته وحدة واحدة لايترك مجالاً للشرك.
ومثلما ان الحقائق التسع عشرة في الباب الاول قد شهدت (بوجودها) على وجوب وجود الخالق سبحانه، فهي تشهد كذلك (باحاطتها) على الوحدة والوحدانية..
والحقيقة التي رآها صاحبنا السائح في المنزل الثالث هي:
* * *
الحقيقة الثانية: وهي حقيقة ( الرحمانية)
وهي تعني ان هناك واحداً جعل لنا الارض - كما هي ظاهرة امام اعيننا - مضيفاً رائعاً، وغمر وجهها بآلاف هدايا الرحمة، وفرش لنا بتلك الرحمة مأدبة تحوي مئات الآلاف من مختلف الاطعمة اللذيذة المعدّة على تلك المائدة، وجعل لنا جوف الارض - برحمته وحكمته - مخزناً جامعاً عظيماً لآلاف إحساناته وآلائه القيمة. ويقوم بتربيتنا تربية في منتهى الرحمة، بتحميله الارض من عالم الغيب في دورتها السنوية - كأنها باخرة تجارية - بمئات الآلاف من أجود انواع صنوف اللوازم الحياتية للانسان واجملها، ويرسلها كل سنة كأنها سفينة مشحونة او قطار معبأ، فكل ربيع فيها بمثابة قطار تقل أرزاقنا وملابسنا. ولاجل أن ننتفع من تلك الهدايا والنعم كلها فقد وهبنا المئات بل الآلاف من الارزاق والحاجات والرغبات والمشاعر، والحواس..
نعم، لقد وضح في (الشعاع الرابع) الذي يشرح الآية الكريمة ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾(آل عمران: 173)، وأثبت هناك انه سبحانه قد وهبنا معدة بحيث نستطيع بها هضم أطعمة غير محدودة والتلذذ بها. وأحسن الينا سبحانه حياة بحيث نستفيد بحواسها نعماً غير محدودة مبثوثة في ارجاء هذا العالم المشهود الكبير وكأنه سفرة مفروشة

لايوجد صوت