المعجزات الأحمدية | المكتوب التاسع عشر | 33
(1-165)

احداهما من فرط المحبة والاخرى من فرط العداوة(5). حيث افرط النصارى في حب عيسى عليه السلام حتى تجاوزوا الحد المشروع فيهلكون وقالوا: انه ابن الله ــ حاش لله ـ واليهود أيضاً أفرطوا في العداوة له فانكروا نبوته ومنزلته الرفيعة. وكذلك سيفرط فريق من الناس في الحب لك ويتعدّون الحدّ المشروع فيهلكون، اذ قال y في حقهم: (لهم نبزٌ يُقال لهم الرافضة)(1) ، وفريق آخر سيفرطون في العداء لك وهم (الخوارج وقسم من المغالين في موالاة الأمويين وهم (الناصبة ).
فان قيل:
ان القرآن الكريم يأمر بحب آل البيت، وقد حث النبي y على ذلك، فلربما يشكّل هذا الحب عذراً، حيث ان أهل الحب أهل انتشاء وسكر ـ أي ذاهلون ـ فَلِمَ لا تَنتفع الشّيعة ولا سيما الرّافضة من هذا الحب ولا ينقذهم من العذاب، بل نرى العكس من ذلك فانهم يدانون من فرط الحب كما أشار اليه الحديث الشريف؟!.
الجواب: ان الحب قسمان
أحدهما: حب (بالمعنى الحرفي) وهو حب عليّ والحسن والحسين وآل البيت محبة لله وللرسول وفي سبيلهما. فهذا الحب يزيد 
------------------------------------------------
(5) في حديث رواه احمد (الفتح الرباني للساعاتي 23/ 134) وقال الساعاتي: رواه الحاكم بزيادة في المستدرك وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: (الحكم وهّاه ابن معين) قال الهيثمي: رواه عبد الله والبزار باختصار وابو يعلى أتم منه، وفي اسناد عبد الله وابن يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف، وفي اسناد البزارمحمد بن كثير القرشي الكوفي وهو ضعيف (مجمع الزوائد 9/ 133). وعزاه التبريزي في المشكاة (3/246 رقم 693) الى الامام احمد، قال المحقق: انما رواه ابنه عبد الله في زوائد المسند 1/ 160 واسناده ضعيف. والحديث له شاهد بالمعنى نفسه وباسناد صحيح: (عن ابي السوار قال: قال علي: ليحبني قوم حتى يدخلوا النار في حبي وليـبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي) اورده الامام احمد في (فضائل الصحابة) قال المحقق: اسناده صحيح (2/ 565 رقم 952).
(1) ورد في حديث الرسول y:(لهم نبز يسمون الرافضة) جزء من حديث رواه الطبراني عن ابن عباس واسناده حسن (مجمع الزوائد 10/22) وورد الحديث بعدة الفاظ ومن عدة طرق راجع المصدر السابق و (الفتح الرباني للساعاتي 24/ 20 - 21) والمسند بتحقيق احمد شاكر (2/ 137 برقم 880) وقال اسناده ضعيف من طريق حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب.

لايوجد صوت