 وثبت أيضاً أنه y: (اخبر أبا ذر رضي الله عنه بتطريده) أي من المدينة المنورة (وبعيشه وحده وبموته وحده)(1) ، وبعد عشرين سنة وقع الأمر كما أخبر.
 وأيضاً انه y استيقظ من النوم في بيت أم حرام (خالة أنس بن مالك فتبسم قائلاً: (ناسٌ من امتي عرضوا عليّ غزاةً في سبيل الله يركبون ثَبجَ هذا البحر (2) ملوكاً على الأسرَّة، فقالت: ادع يا رسول الله ان اكون معهم، فدعا لها) (3). وبعد أربعين سنة اصطحبت زوجها عُبادة بن الصامت لفتح قبرص وتوفيت هناك. وقبرها الآن هناك معروف يزار.
 وثبث انه y قال: (ان في ثقيف كذّاباً ومُبيراً) (4) فاخبر عن المختار المشهور الذي إدّعى النبوة، وسفاك الدماء الحجاج الظالم الذي قتل مائة ألف نفس (5).
 وثبت ايضاً انه y قال: ( لتُفْتَحَنَّ القسطنطينية، فَلَنِعْمَ الأميرُ أميرها 
-------------------------------------------
(1) حسن: الشفا (1/343) في حديث رواه احمد وابن راهويه وابن ابي اسامة والبيهقي (على القاري 1/ 701) واورده الحافظ ابن كثير (عن ابن مسعود في حديث طويل فيه قول ابن مسعود عند رؤيته جنازة ابي ذر. قال: صدق رسول الله يرحم الله ابا ذر، يمشي وحده ويموت وحده ويعيش وحده. فنزل فوليه بنفسه حتى أجنّه) اسناده حسن ولم يخرجوه (البداية والنهاية 5/ 8 ــ9) واورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4/116برقم 4109). وانظر الاصابة (387، 4/ 64) والمجمع (9/332) قال الهيثمي: رواه أحمد من طريقين... ورجال الطريق الاولى رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه باختصار. اهـ .
(2) (ثبج البحر): وسطه ومعظمه وقيل ظهره.
(3) رواه البخاري ومسلم والترمذي عن أنس ورواه احمد ومسلم والنسائي وابن ماجه عن ام حرام (صحيح الجامع الصغير 6/24 رقم 6620).
(4) صحيح: عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما قالت: أما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثنا:( ان في ثقيف كذاباً ومبيراً) رواه احمد ومسلم (4/1971) واللفظ له.
(5) صحيح: قال الترمذي: ويقال الكذاب: المختار بن ابي عبيد، والمبير: الحجاج بن يوسف (جامع الاصول 10/99 رقم 7567) وورد ان هشام بن حسان قال:( احصي ما قتل الحجاج صبراً فوجد مئة الف وعشرين الفاً) اخرجه الترمذي ت (521) قال المحقق: اسناده الى هشام بن حسان صحيح. (جامع الاصول 10/99 رقم 7568). والقتل صبراً: أي من غير حرب كمن يضرب عنقه أو يحبس الى أن يموت